لا يخفى على أي إنسان أهمية العلاقات الإيجابية بينه وبين الناس بشتى أصنافهم، والله خلقنا مختلفين وشعوبًا وقبائل لنتعارف ويستفيد بعضنا من بعض وهذا لا يتم إلا بعلاقات إيجابية تقود للتعاون والتعامل الحسن ومن هنا نحتاج إلى فنون الحفاظ على العلاقات وأذكر منها ما يلي:
فن التغافل: عندما تجيده تجد أن معظم ما يثير غضبك سيتلاشى بمجرد التغافل عنه ولو لوقت وجيز ولعلي أقول إن فن التغافل يكمن في قوله تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ).
فن تجنب الغضب: عندما تغضب فإنه يمتلك ناصية تفكيرك ويخرجك عن طورك لأتفه الأسباب قال تعالى (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ).
فن التسامح: اجعل التسامح والعفو سلوك تجد أن ما يثيرك سيكسبك الهدوء ومحبة الناس قال تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
فن المسح: إذا سامحت وعفوت فامسح بالعفو ما تسامحت عنه، أما إذا تذكرت ما عفوت عنه فهذا يعني أنك أصبحت إرشيفا للمتاعب تستجلب الأخطاء القديمة مع كل هفوة جديدة.
فن الصدقة: الصدقة دفاع مدني متكامل يطفي عنك حرائق الغضب وردات الأفعال المتسرعة والصدقة تكون مالية وتكون معنوية والابتسامة صدقة قال صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
فن الاسترخاء والهدوء: عود نفسك على التخلص من مواقف الشحناء بتركها وترك مكانها وخذ قسطا من الاسترخاء والهدوء سيعود لك صفاء ذهنك سريعًا وتتجاوز المثبطات أيًا كانت بشكل مذهل وعود نفسك على الوضوء قبل الاسترخاء.
فن اللجوء للأذكار: قل بما لا يقل عن ٧٠ مرة (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) أو (حسبي الله ونعم الوكيل) عند أي مشكلة أو موقف مزعج، فإنك ستجد حلولا لم تخطر لك على بال لمعالجة أي إشكال.
أخيرًا ضبط النفس هو الميزان الحقيقي للأخلاق وتجنب الغضب، والمشي على الأرض هونا وبتواضع وإحسان فنون لا يملكها إلا الحكماء، والذين يملكون هذه الصفات هم من يعيشوا السلام الداخلي في نفوسهم والخارجي في تعاملهم مع الآخرين.
ختامًا: قال تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين) فكن مؤثرًا بالخير.