.. بعض التراكمات حتى وإن كانت عقدية تؤثر بدرجة (ما).. ما بين «قبول» القرار، أي قرار و»تقبله».
ويقول علماء الاجتماع إن ذلك يؤدي إلى الحكم المسبق بصرف النظر عن صحة ذلك القرار من عدمه وبصرف النظر عن مدى ملاءمته للحال..!!
*****
.. وهذا الحكم المسبق يفضي إلى الجدلية والتشكيك أحياناً في أي قرار وتأخذ الآراء منحنيات مختلفة ربما تبتعد أحياناً عن أصل الموضوع.
وعلى مر العصور نجد أن مثارات الخلاف تدخل فيها النوازع الاجتماعية والنفسية التي ولَّدت تلك الأحكام المسبقة أكثر من النهج العلمي والمراجعات الأصولية للأمور..!!.
*****
.. و(هنا) تتكون بيئة جاذبة للاستثارات يندس داخلها أصحاب الأغراض السيئة، يوظفونها ويستثمرونها ويزايدون بها وعليها ويستغلون العامة والمندفعين لخلق رأي عام ضد الصالح العام..!!
*****
.. ومن يلاحظ هذه الأيام مواقع التواصل الاجتماعي يجد الكثير من اللغط حول قرار خفض مكبرات الصوت في المساجد، ويجد لغطاً أكبر من البعض يخرج الموضوع عن أصله.
لقد وجدت مهاترات وملاسنات لا تليق، ووجدت فيها أحياناً ريحاً من نوع تلك الرسائل والردود الموجهة التي تستهدف عمقنا الاجتماعي بشكل مباشر ومصادرها خارجية...!!
*****
.. مع العلم أن هذا القرار عندما ترده إلى أصله الشرعي وحتى الرسمي تجده ليس بالجديد.
فالشيخ ابن باز رحمه الله تعالى وجدت له خطاباً رسمياً موجهاً لمدير عام الأوقاف والمساجد بمنطقة الرياض عام 1408 يبلغه بذات المنطوق لقرار الوزارة اليوم وبموجب دراسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي أقرت ذلك.
وأعتقد أن المشائخ ابن عثيمين واللحيدان والفوزان لهم شيء من ذلك.
واذا كان حصان طرواده كان بسبب خطبة الجمعة فإن الوزارة سمحت بمكبرات خارجية للساحات، وإذا كان هناك خلل من مسجد فالعودة إليه وليس الى القرار.
ومع ذلك فلا يوجد أمر تام ولا قرار كامل.. بالإمكان مراجعة الوزارة في بعض الملاحظات التي قد تصاحب التنفيذ من غير أن نخلق ضجيجاً يلتقطه بعض السيَّارة ويلقون فيه بدلائهم وأحجارهم.
فاحذروا.. احذروا..!!
*****
.. ولن أذكركم أننا في المملكة مستهدفون من أعداء الخارج، وهناك حملات إعلامية منظمة ومواقع ومنصات ومراكز كلها مجيشة ضد المملكة، وهي تستغل كل حدث أو مناسبة أو قرار يلامس أوضاعنا الدينية والاجتماعية والاقتصادية لتنفث فيه من روحها وتشعل فتائله علَّه يحرق أجوافنا ويلحق الضرر بنا.
والحمد لله نحن شعب عظيم في بلد عظيم خلف قيادة عظيمة، ومن أبرز أسرار عظمتنا هي هذه اللحمة وهذا التماسك اللذان جعلا منا كجبل طويق ترتد على سفوحه كل الحملات، بل ونواجه بحملات ضخمة لها تأثيرها الكبير في الاتجاه المضاد..!!
*****
.. أخيراً.. علينا أن نتعامل مع كل أمورنا ونواجه مستجداتنا
بتأمل وبصيرة وبثقة حتى نستبين ضحى الغد، ولا نمنح ردات فعلنا العكسية بأن تكون عصا في يد الآخر يهش بها ضد مصالحنا العامة..!!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
