الفرق كبير بين مغرد يبيعك من إحساسه وحرصه حبره الأسود بحب وصدق، وآخر يبيعك الوهم والكذب وكل همِّه هو التربح على حسابك أو أن يصنع لك مشكلة. والحقيقة التي تعجبني جداً وتشدُّني أكثر هي تلك الصفات البيض والوفاء والنبل في روح المغرد السعودي الذكي والمثقف والمحارب الشرس الذي يقف بالمرصاد لأولئك الجاهلين بفكر وعقل ومنطق وأسلوب مملوء بالوعي والثقة والحرص على أن يكون قلبه مع أرضه والإنسان يقول للآخر كلمة ويختار مفرداته بعناية ويكتب وهو يؤمن أن لكل مقام مقالاً ولكل فكرة موعداً ولكل حكاية نهاية ولكل قصص النجاح تفاصيلَ وبداياتٍ وتضحياتٍ وتعباً ومشقة، والناجحون دائماً وأبداً يحفرون الصخر بأظفارهم ليس إلا من أجل الوصول للنهايات المفرحة، ومن أجل هذا أكتب اليوم لكل الذين يهرفون بما (لا) يعرفون ويكتبون في أي شيء وكل شيء، ومثل هؤلاء هم القضية الكبرى التي نعيشها في عالم التواصل الذي لم يعد المكان النقي والخالي من الزواحف والفضوليين!!.
أقولها لكل مغرد أن عليك أن تكون أكثر وعياً وحباً وحرصاً على بلدك الذي هو أمك وأرضك وحياتك وأن تعي جيداً أن أي شيء تفقده بإمكانك أن تسترده إلا أرضك الوطن وأمنك الحياة ولأهمية ذلك أقولها للملأ أن الزمن هذا هو زمن مختلف ومخيف وأن المرحلة هذه هي مرحلة حاسمة ومصيرية وأن المهم الذي علينا أن نتنبه له هو أن نستعين بالعقل في اختيار الكلمات من مناجم المفردات وعلينا أن نحسب المسافات بيننا وبين الآخر الذي ربما جاء ليستفزك وكل الذي تعرفه عنه صورة كاذبة واسم مستعار!!.
(خاتمة الهمزة).. قليل من الناس الذين يتقنون الصمت وكثيرون هم الذين يسرفون في الثرثرة، لكن المؤسف أكثر هو أن تكون أنت الضحية.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
