أبدى عدد من النحاتين السعوديين تحفظهم على تجاهل بعض الملتقليات الخاصة بالنحت وصالات العرض لأعمالهم الإبداعية، وأنهم يعانون من «عقدة الخواجة» بالتركيز على استضافة النحاتين العرب والأجانب رغم أن المملكة حققت نجاحات كبيرة في إقامة العديد من الملتقيات الخاصة بالنحت منذ عام 2010 وحتى الآن في عدة مدن مثل الظهران والدوادمي وجدة والخبر والمدينة المنورة والرياض والطائف، مطالبين بحضور كبير للفنان السعودي.
الفارس: هناك سوء فهم لفن «النحت»
في البداية تحدث الدكتور النحات محمد الفارس بقوله: وجود ورش نحتية تجمع النحاتين هو بحد ذاته خطوة جيدة إلا أن كل الورش السابقة نظمت عبر تكليف مشرف يقوم بالإعداد لها دون إعلان مسبق ووفق مرئياته الشخصية وترشيحه وهو ما يخالف المتعارف عليه عالميا من الدعوة المبكرة للترشح للملتقيات النحتية وفق شروط وحقوق محددة، وهذا الأمر أضعف الفائدة المرجوة منها خاصة وأن بعضها لا يعلن عنه للجمهور إلا بعد انتهاء الورشة!
هناك ورش كان الأغلبية لغير السعوديين ممن لهم خبرة طويلة إلا أن الفائدة من قدومهم كانت قليلة لعدم الإعلان عن الورش، بل وعدم الترحيب بالزوار أثناء العمل وعدم دعوة طلاب الفنون.
وأضاف: «ومن جهة أخرى هناك تركيز على النحت على الحجر الأمر الذي أعطى انطباعا لدى العامة وبعض الفنانين أن النحت لا يكون إلا على الحجر، كما أن الجهات الراعية تجاهلت الأنواع الأخرى من النحت».
الطخيس: تجاهله في المشاركات المحلية أمر مستغرب
وأكد النحات علي الطخيس أن النحات المحترف السعودي قادر على مجاراة نحاتي العالم ولا تنقصه الخبرة بالإعداد والإشراف أو حتى الترتيب وقال: «أنا مستغرب بالآونة الأخيرة تجاهل النحات السعودي بالمشاركات الداخلية ومشاركته على استحياء بنسبة ضعيفة جداً بنشاطات داخلية برعاية سعودية أتذكر كان فيه مشاركات داخلية نسبة مشاركة النحات السعودي قليلة جاداً ففي آخر ثلاث ملتقيات للنحت شارك 62 نحاتا أجنبيا و 8 سعوديين وهي نسبة ضعيفة جداً يفترض أن تكون النسبة أقل شيء 30 نحاتا سعوديا حتى يستفيد أكثر عدد من النحاتين السعوديين فالنحات السعودي لا ينقصه أي شيء بل قادر على كل شيء».
ويضيف: «منذ انخراطي بمجال النحت على الأحجار ومشاركتي مع زملائي الفنانين والنحاتين بالمعارض التي تقيمها رعاية الشباب في ذلك الوقت وأنا حريص على اكتساب خبرات معرفية في هذا المجال، وحرصت على المشاركات الدولية بتواجد نحاتين محترفين وحصلت لي فرصة المشاركة بعمان الأردن وتبعها مشاركة أخرى بلبنان.
نجدي: يجب تكريم النحاتين السعوديين
أشار النحات نبيل نجدي إلى أن هناك فرق بين ما كان يقام قبل ١٥ عاما وما يقام الآن مع التطور المذهل الذي وصلنا له فالفرق كبير ففي السابق نشاط اجتهادي من أفراد ومؤسسات ودوائر لتنفيذ بعض المجسمات الجمالية بالنحت على الحجر الرخامي ذات أحجام لابأس بها وكانت الملتقيات تعتمد على المنسق وما يختاره هو لمعرفته أو صداقته ببعض النحاتين.
وأضاف: «أتمنى أن يرافق هذه الملتقيات تكريم استثنائي لثلاث فنانين سعوديين في كل مرة يقام بها أي ملتقى لمن لهم إسهامات في الساحة بحيث توجه لهم دعوات بالمشاركة وتنفيذ ما يرغبون تنفيذه بحرية مطلقه خارج لجنة الاختيار.
الثقفي: يحتاج إلى فرصة أكبر في تنظيم الملتقيات
بين النحات محمد الثقفي أن الفنان السعودي بطبعه متمكن وقادر على تنظيم وإدارة الملتقيات متى ما أعطي الفرصة والثقة: «وسبق أن رأينا وشاركنا في أكثر من ملتقى من تنظيم فنانين سعوديين وكانت ناجحة بكل المقاييس ونتطلع لأن يجد الفنانين والنحاتين السعوديين فرصة أكبر في التنظيم والإشراف والمشاركة في ملتقيات ومهرجانات النحت «.
الدحيم: نتمنى الاستفادة من خبرات الآخرين
أما النحات أحمد الدحيم فقال: نفخر بتحقيق المملكة نجاحات كثيرة بحمد لله وكذلك اهتمامها بإبراز الفن التشكيلي في جميع مجالاته للعالم ومنها النحت.:»وأنا وغيري ممن لم يسبق لهم المشاركة نتمنى المشاركة والاستفادة من خبرات الآخرين وتلك المشاركات يستفيد منها النحات السعودي كثيراً، ولكن للأسف لم يكن لدي علم بتلك الفعاليات إلا بعد بدء العمل بها».
الأزوري: مشكلتنا فى المحاباة
أضاف الفنان فهد الأزوري أنه في الآونة الأخيرة كان فعلا للفنان السعودي حضور قوي لكن مازالت عملية الإشراف تأخذ طابع الحياء والمحاباة هذه هي المشكلة الرئيسية فالفنان السعودي لا تصله الدعوة وإذا وصلت تأتي متأخرة وفي حال حاول المشاركة وإرسال أعماله توقعاتي أنها تختفي,
وعلى ما أعتقد أن الإشراف شمل فنانين أجانب شيء غريب أين ابن البلد».
خيمي: الحضور قاصر على أسماء معينة
تحدث النحات عادل خيمي قائلا: «للأسف على كثرة هذه الملتقيات وحضور أسماء وقامات عالمية عربيا وعالميا في مجال النحت إلا أنها كانت مقتصرة على أسماء معينة ومحددة سلفا من النحاتين السعوديين، وتتكرر في هذه الملتقيات دون أن تتاح الفرصة للنحاتين الآخرين فرصة الحضور «.
طلال: 100 مجسم تزين الشوارع والمياديين
أشار النحات طلال الطخيس إلى إقامة العديد من ملتقيات النحت في مناطق مختلفة في المملكة منذ 2010 الى 2019 وشارك في تبني هذه الملتقيات جهات حكومية وخاصة وساهم النحات السعودي في تحمل عناء البدايات لتسير العجلة على الطريق الصحيح ونتج عنها حوالى 100 مجسم فني زينت ميادين وحدائق المدن، كان للنحات السعودي نصيب جيد في أغلب المشاركات بما لا يقل عن 35٪ من إجمالي المشاركين إذا كان الملتقى دولي، كما أنه 80٪ من الملتقيات كانت بخامات سعودية من حجر رسوبي ورخام وجميعها من تنظيم نحاتين سعوديين على مقدرة وكفاءة عالية في تنظيم الملتقيات السعودية والعربية والدولية ولكن مؤخرا كانت مشاركة النحات السعودي على استحياء بما لا يتجاوز 15٪ وبخامات مستوردة ومنظم أجنبي».
«عقدة الخواجة» تخنق النحاتين السعوديين
تاريخ النشر: 31 مايو 2021 02:28 KSA
يشكون تجاهلهم في الملتقيات المحلية
A A