في ظل ما تسعى إليه رؤية المملكة 2030 للحفاظ على البيئة في تنمية مستدامة للحد من الانبعاثات الكربونية فإن من أهم مشاريع «شركة البحر الأحمر للتطوير» هو إطلاق أول وأكبر محطة تعمل بالطاقة الشمسية لإنتاج المياه العذبة المستخلصة من أشعة الشمس والهواء بالتعاون مع شركة «سورس جلوبال» المختصة بتحلية المياه، حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 2 مليون قارورة ماء بسعة 330 مل سنويًا عن طريق تركيب حوالى 1200 لوح هيدروجيني وستعمل بالطاقة الشمسية دون الاتصال بمحطة الكهرباء الوطنية، لتنتج مياه نقية تدار بكفاءة سعودية 100%
تتوافق جودتها مع معايير جودة المياه المحلية والعالمية مثل منظمة الصحة العالمية والهيئة العامة للغذاء والدواء وهيئة المواصفات الخليجية ولوائح وزارة البيئة والمياه وعن طريق ضمان استخدام العبوات الزجاجية بدلا من البلاستيكية التي ليس لها تأثير ضار على البيئة، كما سيضمن هذا المشروع خلق فرص وظيفية للشباب السعودي، وسيتم تصدير حوالى 300 ألف قارورة زجاج كل عام.
ومن الجدير بالذكر أن العالم يتوجه لثورة جديدة في عالم الطاقة عن طريق استخدام الهيدروجين الأخضر (وقود المستقبل) والذي يتم إنتاجه بطريقة صديقة للبيئة عن طريق استخدام الكهرباء الناتجة من مصادر متجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية لفصل جزيئات الأكسجين عن الهيدروجين الموجودة في الماء ومن ثم استخدام الهيدروجين الناتج مباشرة بديلا عن استخدام الوقود الأحفوري، ويعتبر الهيدروجين الأخضر مكملاً لمصادر الطاقة المتجددة ويمكن استخدامه في الصناعات عالية الاستهلاك للطاقة مثل الطائرات والسفن والشاحنات والمركبات والصناعات الثقيلة، وتشهد العديد من الدول تنفيذ مشاريع لتوليد الهيدروجين الأخضر من أبرزها المملكة العربية السعودية حيث تم إنشاء أكبر مصنع للهيدروجين في العالم في مشروع «نيوم» بالشراكة مع شركتي «إير بروداكتس» و»أكوا باور» بقيمة 5 مليارات دولار وسوف ينتج هذا المشروع 650 مليون طن يوميًا من الهيدروجين الأخضر مما سيعمل على رفد الاقتصاد العالمي بالطاقة المتجددة ويتوقع أن يتم افتتاحه في عام 2025م، وسيعمل المشروع كمصدر للطاقة النظيفة ليحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مما سيحقق الريادة لمدينة «نيوم» في تقديم الحلول المستدامة من إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود النظيف عالمياً وسيساعد المشروع على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ودعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره بعيداً عن النفط والعمل على تأسيس صناعة حيوية جديدة، كما سيساعد المملكة في التصدي للتغير المناخي العالمي من خلال خفض الانبعاثات الكربونية.
وفي أوروبا خصص الاتحاد الأوروبي ميزانية خاصة لإنتاج الهيدروجين ونقله وتخزينه، وفي اليابان تم إنشاء وحدة لإنتاجه في مدينة (فوكوشيما).
أما الصين فتعتزم إطلاق مليون مركبة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في عام 2030م، وثمة مشروعات عديدة تعمل عليها مختلف الدول مثل استراليا وكوريا الجنوبية والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها مما دفع بعض مؤسسات الخدمات المالية العالمية الى التنبؤ بأن قيمة الاستثمارات السوقية في إنتاج الهيدروجين الأخضر ستبلغ بحلول عام 2050 م حوالى 12 تريليون دولار. إن التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء يدفعنا إلى وضع الخطط المستقبلية للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية ولخفض تكلفة الطاقة الكهربائية من على فاتورة الاستخدام الصناعي والتجاري والخدمي والاستهلاك البشري. أما التحول لاستخدام خلايا الهيدروجين والتي بدأت الحكومة السعودية الاستثمار فيها سوف يعزز قوتها الاقتصادية في تصدير الطاقة الهيدروجينية ويعوض من نقص الطلب على الطاقة البترولية مستقبلاً، وأجزم أن قرار المملكة للاستثمار في إنتاج خلايا الهيدروجين كان قراراً استثمارياً استراتيجياً طويل المدى علمًا بأن بعض دول أوروبا ومنها ألمانيا أبدت استعدادها للشراء المباشر من المملكة حال البدء في التشغيل والإنتاج من المصنع والبدء في خطط التصدير.
واستعداداً لتلبية الاحتياج العالمي من الهيدروجين آمل أن يخطط لتوسعات مستقبلية للمصنع أو بناء مشاريع مماثلة على البحر الأحمر.