تابعت باهتمامٍ ذلكم الفيلم الوثائقي المميز «رحلة التحول» على شاشة قناة العربية يوم الأحد الماضي الذي يستعرض مسيرة برنامج التحول الوطني في المملكة منذ بداية الانطلاقة عام 2016م، مروراً بالتحديات والصعوبات، وصولاً الى تحقيق الإنجازات والاستمرار في مسيرة التغيير والتطور، تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030.
وقد لفت نظري تلك الجهود المضنية التي بذلتها الوزارات المعنية في مسيرة التحول، التي فرضها الواقع العالمي بكل حراكاته وتحولاته الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية، والذي جعل حتمية التغيير ضرورة للحفاظ على مكانة المملكة وعمقها العربي والإسلامي ومركزها الاقتصادي العالمي.
ولعلنا نذكر مرحلة الطفرة التي مرَّت بها بلادنا خلال العقود الماضية وما أعقبها من تغير في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية التي ساد فيها عنصر الاتكالية وتباطؤ الإنتاج، الأمر الذي استدعى مشروعاً تنموياً جريئاً بحجم رؤية الدولة للخروج من نمط الاقتصاد الريعي، والانطلاق نحو التنوع في مصادر الدخل دون انتظار لحظة إعلان نضوب النفط!!.
لقد قدم الوزراء رؤية تستند الى المقارنات والمقاربات لتجسيد حجم التحول الإيجابي الذي لامس قطاعات الدولة وأنماط الحياة بعد أن كنا -كما ذكر معالي وزير التجارة وزير الإعلام المكلف- نشكو النمط الحكومي البيروقراطي (المنفِّر).
وكم أثلج صدورنا ذلك التحول الذي لامس قطاعات هامة كانت حاضنات لتلك البيروقراطية المقيتة: فوزارة العدل -كما أعلن وزيرها- أضحت نموذجاً للأتمتة والتحول الرقمي وإنجاز المعاملات في ثلاثة أو أربعة أيام عبر منصة (ناجز)، بعد أن كانت تستغرق عدة شهور، حيث قدمت سلسلة إجرائية رقمية كاملة، بل وصارت نموذجاً لاستقلالية القضاء، وحظيت المرأة من خلالها بكامل حقوقها سواء تلك المتعلقة بقضايا المرأة والأسرة، أو التمكين الذي تبوأت فيه المرأة أهم المناصب فيها.
وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على باقي الوزارات ومنها وزارة الموارد البشرية والذي تجسَّد في منظومة القرارات الخاصة بتنظيم العلاقة التعاقدية مع العاملين في القطاع الخاص، ومعالجة ملف البطالة وفتح المجال لمشاركة المرأة في القطاع الاقتصادي لتقفز من 17% إلى 31 % كما ذكر معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
الحديث عن برنامج التحول الوطني لا يكاد ينتهي بعد أن لامس جميع القطاعات الحيوية، ولعل إنجازات وزارات الصحة، والاستثمار، والشؤون البلدية والقروية، والبيئة والمياه والزراعة، والسياحة، والاتصالات وتقنية المعلومات التي أعلن عنها وزراؤها خلال اللقاء تقدم البرهان الناصع على فاعلية برنامج التحول الاستراتيجي..
وكم أتمنى أن يعود القارئ لمشاهدة هذا الفيلم الوثائقي على قناة العربية للوقوف على تفاصيله التي تبين فاعلية الخطة التنموية لبرنامج التحول الوطني، والذي تم وضعه من أجل تطوير العمل الحكومي وتأسيس البنية التحتية اللازمة لتحقيق الرؤية من خلال رفع كفاءة الإنفاق وتحقيق التوازن المالي عبر منظومة من العمل التكاملي بين مختلف القطاعات.