نعيش اليوم في عصر جديد يتميز بالتغيير المستمر كما يتميز بالأحداث المتسارعة المختلفة والمتنوعة لدرجة قد يكون بعضها متضارباً في بعض الأوقات ولا يمكن أن يتمكن الفرد من متابعتها فضلاً عن الوقوف عندها والتأمل فيها ودراستها وتحليلها وإبداء الرأي بخصوصها.
بعض أولياء الأمور تعوَّد منذ صغره على منهج واحد في الحياة وهو التمسك برأيه وعدم قبول الرأي الآخر والعصبية والانفعال مع كل ما يمرعليه من أحداث ومواقف والتي قد يكون بعضها سبباً في غضبه وخروجه عن طوره فإن كان يقود السيارة وحدث خطأ من سائق آخر فينفعل ويصرخ وقد يسعى لإيقاف السيارة للمشاجرة معه، وغيرها من المواقف الأخرى المشابهة والتي لا يعرف وهو يقع فيها بأن أبناءه يقومون بتقليده وتسجيل تلك المواقف ليقوموا بمثلها مستقبلاً.
غضب بعض أولياء الأمور ينسيهم العواقب الوخيمة والأضرار الكبيرة التي يسببها الغضب على مستوى الفرد والمجتمع، فبعض الغضب قد يؤدي إلى جريمة من خلال الشجار، كما أن للعصبية آثاراً صحية خطيرة مثل ارتفاع ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الإدرينالين، فعلى الأسرة دور كبير لتربية أبنائهم وتوعيتهم بمخاطر الغضب وآثاره والحرص على تربيتهم على التجاهل والتغافل وتأكيد مبدأ الاختلاف في الرأي وفي الفكر وفي التوجه والاعتماد على الحوار وتقبل الرأي الآخر.
على أولياء الأمور أن يدربوا أبناءهم والجيل المعاصرعلى التلطف والسماحة والصبر والسيطرة على الأعصاب خصوصاً فيما بين أفراد الأسرة الواحدة، بل والابتسامة في وجه كل من يسعى للإثارة والاستفزاز وأن يتعلموا تجاهل بعض الأمور والتي لا قيمة لها ولا وزن وأن يغضوا الطرف عن كثير من المواقف التي لن يجدي التفاعل معها أو يؤثر أو تكون له أي إيجابية بل على العكس قد تكون سلبياته أكثر.
علينا أن نعلّم الجيل المعاصرأهمية اللجوء إلى الصمت والسكوت في بعض المواقف وكظم الغيظ والتسامح وعدم الانفعال حتى يستطيعوا أن يكملوا مسيرة حياتهم بتفوق ونجاح وبعيداً عن الأمراض التي تسببها الانفعالات والعصبية.