· تدني تقدير الذات واهتزاز الثقة بها واحد من أخطر العلل النفسية التي قد تعيق الإنسان عن النجاح، وتمنعه من التفاعل الإيجابي في محيطه؛ وفي دروب الحياة عموماً. كثيرون منا يصابون بهذا الداء دون أن يشعروا، فالعقل قد يوهم صاحبه بكمالٍ ومثالية زائفة، والأخطر أنه قد يُزيّن له عللاً تعيقه حين يصورها على أنها مزايا!. وإذا كان الخبراء يعيدون هذه العلة إلى الكثير من الأسباب التي يضيق المقام عن ذكرها فإن هناك ثلاث عادات عقلية يمارسها البعض دون أن يعلموا أنها من أكبر أسباب تدني احترام ذواتهم، وشعورهم بالسوء تجاه أنفسهم.
1- اجترار أخطاء الماضي:
كلنا نرتكب الأخطاء ونقع فيها، هذا أمر طبيعي، كما أن من الطبيعي أيضاً أن نشعر بالندم والأسى تجاه هذه العثرات، كأن نفشل في التعليم، أو نخفق في وظيفة ما.. صحيح أن قدراً من التفكير المتوازن في أخطائنا يعد أمراً صحياً وجيداً بل ومطلوباً لأنه قد يساعدنا على العودة لطريق النجاح، لكن هذا التفكير يجب أن يتم بواقعية ومنطقية وإنصاف، لإن الإفراط في اجترارها قد يتسبب في اهتزاز ثقتك بنفسك.
إن ارتكابك لأخطاء في الماضي لا يعني أن التفكير المستمر فيها هو أمر مفيد.. فالماضي قد يكون مؤذياً جداً لكنه لا يؤذيك، إلا إذا سمحت له بذلك.
2. القلق بشأن المستقبل:
وهي عادة عقلية أخرى قد توهمك بالطموح لكنها في الواقع ضارة بصحتك النفسية واحترامك لذاتك.. التخطيط الجيد للأخطار والمهددات الواقعية يختلف كلياً عن القلق غير الواقعي.. والخيال الانساني أداة قوية للبناء، لكنه مثل معظم الأدوات القوية، يمكن استخدامه بشكل إيجابي أو سلبي، فاستشرافك للمستقبل قد يساعدك على النمو واستكشاف خيارات مهنية جديدة، لكن استغراقك في التخوف غير المنطقي سيجعلك قلقًا ويقلل من ثقتك بنفسك. يُعدّ كلٌ من التخطيط الواقعي والقلق غير الواقعي شكلين من أشكال التفكير في مخاطر المستقبل، وعلى الرغم من أنه من المفيد التخطيط والاستعداد، إلا أن القلق نادراً ما يكون مفيداً، فعندما ننشغل في مخاوف غير واقعية؛ وسيناريوهات سوداوية للمستقبل، فكأننا نجبر عقولنا على السقوط في بحيرات القلق والتوتر الذي يشعرنا بعدم الكفاءة بشأن قدرتنا على الإبحار في الحياة بنجاح. باختصار: القلق هو إساءة استخدام لملكة الخيال.
3. تعاطف مع ذاتك وتخلّص من العلاقات الضارة:
لا يمكنك التمتع بتقدير ذاتي جيد طالما كنت تعتقد أنك شخص سيىء أو شخص ناقص بسبب أمر لم تختره لنفسك ولا يمكنك التحكم فيه، هذا ظلم وحماقة توقعها على نفسك.. فعندما تحكم على ذاتك بالدونية بناءً على مرض أو إعاقة ، أو بسبب عرق أو لون أو عقيدة أو جنس فهذا إعداد لتدني احترامك لذاتك.. تدرّب على قبول نفسك وثق بها، فالثقة عدوى، تنتقل للآخرين منك، وكلما احترمت ذاتك زاد احترام الآخرين لك وتنامت ثقتهم بك.. إذا تمكنت من بناء عادة التعاطف مع ذاتك، وتخلصت من العلاقات الضارة والمسيئة التي تعيدك لهذا المربع فستجد أن احترامك لذاتك يرتفع بشكل كبير.
· إن احترامك لذاتك لا يتعلق بالضرورة بما تفعله بقدر ما يتعلق بما تتجنبه.