بعض المنظمات تشكو من الترهل وكثرة أعداد الموظفين -خصوصًا غير المنتجين- ومن هنا جاءت (الإدارة الرشيقة) أو Lean Management وهي الإدارة التي لا يوجد فيها ترهلات أو وزن زائد أو روتين أو بيروقراطية أو غيرها من السلبيات التي تؤدي إلى تعطيل أو تأخير العمل أو ضعف جودة المنتج أو الخدمة، فتقوم هذه الإدارة بخفض التكاليف وتعظيم الربحية وتحسين الأداء والتشجيع على العمل الجماعي والإبداع والابتكار وتعزيز قيم الشفافية ومواكبة متغيرات العصر.
من الوسائل التي ساهمت في انتشار مفهوم (الإدارة الرشيقة) عمليات الإندماج والتي شهدت مؤخرًا نموًا كبيرًا وخصوصًا في ظل جائحة كورونا، فالاندماج لم يكن حلًا لمعالجة الأزمات المالية فقط بل وأيضًا لتحسين الأداء وتحفيز الاقتصاد وزيادة القدرات المالية والكفاءة والتنافسية وتطوير حوكمة الشركات وخلق قيمة مضافة للمنشأة.
في إطار تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 تم خلال السنوات الماضية تنفيذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية المختلفة سواء من خلال تحديث الأنظمة أو تطوير العديد من اللوائح التنفيذية أو إصدار أنظمة جديدة كما شهدت إلغاء العديد من المجالس واللجان والهيئات التي كانت موجودة وضم بعض الوزارات إلى بعضها البعض كما تم مؤخرًا دمج «المؤسسة العامة للتقاعد» في «المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية» تأكيدًا على الاهتمام بقطاع التأمين الاجتماعي لما له من دور هام في حياة الفرد والأسرة والمجتمع وسيساهم هذا الدمج في توحيد مظلة الحماية التأمينية لموظفي القطاعين العام والخاص وتحقيق الريادة في تقديم المنافع الاجتماعية وإزالة التداخل في الاختصاصات المتشابهة والاستفادة من الموارد المتاحة على أكمل وجه إضافة إلى زيادة الكفاءة التشغيلية والمالية والارتقاء بمستوى الخدمات الذي يتم تقديمه.
مواصلة هذا النهج في المراجعة والتقويم والتطوير المستمر والدمج والإلغاء للمجالس واللجان والهيئات أصبح أمرًا ملحًا وضروريًا، فنحن في عصر يتطلب السرعة والرشاقة وتخفيف الأوزان لمن يريد أن يحجز له مكانًا في مصاف الدول المتقدمة.