من هي منى الغريب التي صرخ صباح الخميس ٢٩/ ١٠/ ١٤٤٢هـ برحيلها..
منى الغريب تلك الإنسانة التي تدرجت في عدة أدوار تعليمية تربوية ووقفت عند مديرة مكتب التعليم جنوب الرياض ثم رحلت، لكن كلّ شيء بعدها يسير في أحسن حال فالفريق قد صُنع من قبلها بعناية فائقة.
لقد قضيت جزءًا كبيرًا من سنوات عملي تحت رئاستها.. قرابة عشرين عامًا مارست فيها أدواري الوظيفية بين معلمة ووكيلة ومديرة ثم مشرفة تربوية..
لم تكن منى الغريب مسؤولًا عاديًا في وجهة نظري.. لقد مارست تحت رئاستها دوري الوظيفي بكل سلاسة وإنتاجية وتميز وإبداع.. تمنح الموظف المنجز المميز العديد من الصلاحيات ثم تبدأ في إدارة المسيرة بكل حرفية إدارية، لم أتذكر يومًا من الأيام أننا وجدنا بابها مغلقًا مهما كانت مشاغلها وزحمة أعمالها.. كانت تنظم حركة الدخول لمكتبها من قبل سكرتيراتها المختارات بعناية فائقة وفق الأولوية.. لم يرجع أحدًا يومًا قائلًا لم أستطع الدخول عليها لمناقشتها في أمرٍ ما..
لم تقف في وجه أي فكرة تطرح أو رأي يشارك في تحقيق رؤية ورسالة الوطن التي كانت تضعها نصب عينيها، بل كانت تشجع وتوجه وتدعم وتتابع بحب وحرص..
المسؤولة الجادة النظامية منى الغريب كانت تحمل بين جنبات قلبها إنسانية لا حدود لها فقد كان لها لمسات حانية ووقفات عظيمة مع الكثير ممن عمل معها من حراس وعاملات منها وقفتها في وفاة حارس المكتب حيث سعت لتأمين منزل بالتمليك لأسرته خوفًا عليهم من الضياع بعد عائلهم.. والكثير الكثير من المواقف الإنسانية التي كانت تُخبئها طمعًا فيما عند الله سبحانه..
منى الغريب إن صح قولي كانت أيقونة التفاني والإخلاص..
ففي حملة من الحملات لتكريم حراس وعاملات المدارس وقفت في استقبال ضيوف الحفل الفئة المستهدفة (عاملات المدارس) تحضن هذه وتمازح هذه وبريق السعادة في عينيها، لقد كانت راقية التعامل مع الجميع وعادلة في قراراتها.
منى الغريب تقول للمحسن المخلص شكرًا وتقدره، وتمسك بيد المتهاون وتساعده بالعديد من الطرق التربوية لأجل أن يستشعر أهمية دوره.
هذا الحزن الذي عصر قلبي اليوم وهذا الثناء لها بعد رحيلها لم ينسجه الرياء ولم يدفعه المصالح، إنما هو شهادة حق بموضوعية تامة فيها.
مشرفة تربوية