أنا (لا) أعمم البلاهة أبدًا، وأكره نمط التعميم جدًا، لأنه ليس من العدل أن نصف كل أدعياء الشهرة بالفلس لإيماني بأن فيهم بعض الموقرين وبعض المفكرين الذين يقدمون محتوى جيد حتى وإن كانوا قلة، والسبب هو أن الطاغي أو السائد هم أولئك المهرجين والهابطين الذين يبيعونك نفس الصورة في كل مرة ببدلة جديدة ونفس الأكاذيب بطرق أقل ذكاءً عن التي قبلها، وحين تسأل نفسك عن من هم الذين صنعوا أولئك الحمقى والتافهين.. تجد الإجابة القاتلة هي أنك أنت السبب أو ابنك أو ابنتك أو أخوك أو أختك أو زوجتك إلى أن تصل إلى قناعة تامة في أن المجتمع هو الذي مكن هؤلاء من تقديم أنفسهم في ثياب شياطين يمارسون أشياء غير عادية جرّتَ معها الكل إلى كثير من الأشياء حتى أصبحت عادية كما أصبح النشاز حقيقة والتفاهات حكايات يومية، صحيح أن الوعي بدأ يتحرك لمحاربة العبث وأن هناك قوانين في طريقها إلى تنظيم أكثر ايجابية لكن كعادة بعض الظواهر السلبية دائمًا ما تحتاج إلى وقت للتعافي والشفاء، وأجدني اليوم أكتب في هذا الخميس الذي اكتسب هو ذاته صفات مختلفة عن عاهات جاءت تمشي على ظهور المسافات معتقدة أن الوعي مات..! وأقولها والفرق شاسع بين أن تأتي المعلومة من صحيفة مثلا أو كاتب أو محرر صحفي في قيمتها ومصداقيتها وموثوقيتها وبين أن تأتي من خلال صورة مملوءة بالغش والخداع أو عبارات ساذجة كل همها الترويج لأي شيء بعيدًا عن القيم والقيمة وهي والله قضية هذه المرحلة الحاسمة وإفرازات التقنية التي مكنت كل «أحد» وأي «أحد» من أن يكون هو المغرد وهو المعد والمخرج والمنتج والمقدم والمغني والمتسول والسخيف الذي (لا) هم له سوى الكسب والتربح على حساب الوعي والضحية بالطبع هو المجتمع الذي بات يعيش متاعبه اليومية مع هؤلاء ومن هؤلاء.. (خاتمة الهمزة).. قمة البلاهة أن تكون السياحة رذيلة وأن يكون المروج لها غبيا خارقا للعادة وكأنه جاء هدية من كوكب آخر ليعمم الشر على الأسوياء بطريقة مخزية وأسلوب رخيص.. وهي خاتمتي ودمتم.