فقد الإعلام السعودي، صباح أمس الخميس، واحدًا من رواده، الأستاذ حسين بن محمد العسكري، الذي انتقل إلى رحمة الله بعد معاناة مع المرض، وبعد مشوار تعليمي وإعلامي حافل بالعطاء المميز. ُولد الراحل حسين العسكري -يرحمه الله- في مدينة تبوك عام 1354هـ، وتلقى تعليمه الأولي في الأردن، ثم عاد إلى المملكة، وعمل مدرسًا في مسقط رأسه تبوك، وفي المدينة المنورة، وانتقل مع عائلته إلى مكة المكرمة وجدة مدرسًا، ومنها انطلق مشواره مع الإعلام، وتدرّج في عمله الإعلامي، وعمل بإذاعة جدة عام 1377هـ، وتدّرج فيها من محرر في إدارة الأخبار، ثم مساعدًا لمدير قسم الأخبار، ثم مديرًا لهذا القسم، ثم مديرًا عامًا لإذاعة جدة، والتي شهدت تحت إدارته مرحلة متألقة في تاريخها. كما عمل أمينًا لمنظمة إذاعات الدول الإسلامية (اتحاد إذاعات الدول الإسلامية). وللراحل العديد من البرامج، من أبرزها برنامجه: «خبر وتعليق»، وقد مارس الكتابة في العديد من المجالات المتنوّعة، وإن كان برز بصفة خاصة في التحليل السياسي. وبعد تقاعده من العمل الإذاعي، واصل إعداد برنامجه «خبر وتعليق»، كما كان يكتب مقالات في عدة صحف. صدر عنه كتاب: «حسين العسكري على أثير الوفاء والذكريات» للمؤلف الإعلامي عدنان صعيدي، واشتمل هذا الكتاب على العديد من المحطات في حياة الراحل، ومسيرته العلمية والعملية.
إداري متميز وأستاذ أجيال
عبّر العديد من من الإعلاميين عن حزنهم على رحيل قامة إعلامية كبيرة، عُرف بأخلاقه العالية وتواضعه، مشيدين بما قدمه من عطاء إعلامي مميز، ورثاه الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري، وكيل وزارة الإعلام وعضو مجلس الشورى الأسبق: «تغمد الله الفقيد الأستاذ حسين محمد العسكري بواسع رحمته وجبر مصاب أسرته، عرفته ذا خلق كريم، إداريًا متميزًا في إدارة إذاعة جدة واتحاد إذاعات الدول الإسلامية وكاتبًا ومعلقًا سياسيًا.. العزاء لأسرته ومحبيه وللزملاء في الإعلام وإذاعة جدة خاصة».وقال الدكتور هاشم عبده هاشم، رئيس تحرير جريدة عكاظ وعضو مجلس الشورى الأسبق: «حزنت كثيرا لخبر وفاة الأستاذ حسين عسكري، عرفته عندما كان مديرا عاما لإذاعة جدة، رجل مهذب يحبه كل من عرفه أو عمل معه.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الجنة».
وكتب الدكتور عبدالحفيظ يحيى خوجة: «ها نحن اليوم نودع أستاذ الإعلاميين العرب حسين العسكري، نسأل الله أن يجزيه عن كل ما قدم لوطنه خير الجزاء، كان أول مدير عام لإذاعة جدة، وفي رحلة عملي متعاونًا مع الإذاعة كل يوم كان يزيدني شرفًا وسعادة لعلو وسمو ورفعة هذه الشخصية المرموقه بين الإعلاميين.. رحمك الله أستاذ الأجيال». كما كتب الدكتور علي التواتي القرشي: «توفي واحد من أعز أقاربي وهو الإعلامي الكبير الأستاذ حسين محمد العسكري مدير عام إذاعة جدة الأسبق والمحلل السياسي الذي طالما نافح عن المملكة في أوج أزماتها.. نسأل الله المغفرة والجنة لأبي محمد ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان «إنا لله وإنا إليه راجعون».