* هل يبدو عنوان المقال حالمًا؛ وغير واقعي؟ ليس غريبًا أن يقفز هذا التصور إلى ذهنك، خصوصًا إن كانت لديك تجربة سابقة مع كتب الدجل مثل: كيف تصبح مليونيرًا في أسبوع؟!، أو كيف تتحدث الروسية في 3 أيام؟!.. فتعلّم مهارة وإتقانها يحتاج إلى أكثر من هذا الوقت بكثير، لذلك وقبل أن تنصرف عن إكمال قراءة المقال دعني أقول لك: إنه لابد من التفريق هنا بين إتقان مهارة ما، وأن تكون ملمًا بها بشكل عملي ومقبول. * الفكرة إذن ليست في تحويلك إلى خبير خلال هذا الوقت الوجيز، المطلوب أن تتعلم ما يكفي لتحويلك من شخص «غير ملمّ» إلى «ممارس جيد» لمهارة ما، ولتقريب الفكرة أقول: إن تعلم بعض الجزئيات المهمة للغة أجنبية مثلاً لا يجعلك خبيرًا بها، لكنه قد يمكّنك من إجراء محادثات معقولة، تخدم غرضك، لذا فهذه التقنية التدريبية المعروفة بـ(تقنية ٢٤) ستساعدك في الحصول على فهم معقول لبعض المجالات، في غضون 20-24 ساعة تدريب.. وفيما يلي الخطوات الأربع الرئيسة لها:
1-فكّك المهارة:
كل مهارة كبيرة عبارة عن حزمة من المهارات الصغيرة، ولكي تتعلمها لابد من تفكيكها أولًا، أثناء التفكيك، عليك تحديد أهم المهارات الفرعية التي ستمنحك أقصى فائدة، وهذا ما يتطلب اتباع مبدأ (باريتو) أو قاعدة ( 80:20) التي تقول أن 20٪ فقط من أنشطتنا قد تحقق 80٪ من النتائج، فإذا أردت تعلم لغة مثلًا، فإن نسبة صغيرة من الكلمات قد تحقق لك نتائج كبيرة.. ويذكر بعض اللغويين أن إجادة 80٪ من اللغة الإسبانية تتطلب حفظ 2500 كلمة فقط، وهذا ما ينطبق على معظم اللغات.
2- تعلّم ما يكفيك فقط:
عندما تبدأ في تعلم أي مهارة فرعية صغيرة فتذكر أنك لست بحاجة إلى أن تصبح خبيرًا، لذا عليك أن تتعلم ما يكفي فقط، وهو القدر الذي يمكنّك من تسيير أمورك وتصحيح أخطائك.
3- أزل العوائق:
هناك الكثير من العوائق والمشغلات التي قد تحول بيننا وبين أهدافنا التعليمية، الهواتف الذكية والتلفزيون من أكبرها، بالإضافة الى أن تعلّم أي شيء جديد قد يسبب بعض الإحباط في البداية، لذا عليك بالمثابرة لحماية نفسك من أي مشتتات، ولكي تبقى جذوة حماسك نحو التعلم مشتعلة.
4 -تدرب لمدة ٢٤ ساعة:
من المهم أن تعرف الآن انه ليس مطلوبًا منك أن تتدرب لمدة 24 ساعة متصلة، لست مضطرًا لهذا، وهو في الواقع أمر شبه مستحيل بسبب قيود التركيز ومحدودية الانتباه البشري.. التعلم الفعّال يتطلب تقسيم فترة التعلم (٢٤ساعة) الى فترات يومية ثابتة، تقريبًا 45 دقيقة يومياً لمدة ثلاثين يومًا على التوالي.. وهذا يمكن تحقيقه بسهولة (45×30 يوماً = 1350 دقيقة ÷ 60 = 22.5 ساعة). * غالباً ما يكون الحاجز الأكبر دون تعلمنا أي مهارة عاطفيًا وليس فكريًا، فنحن نخشى أن نبدو جهلة وأغبياء خلال التدريبات، وهذا ما يمنعنا من تجربة تعلم أشياء جديدة كثيرة.. لكن الواقع يقول: إنه يمكنك تعلم أي شيء طالما كنت تمتلك الرغبة الصادقة.. فالقدرة على التعلم مهارة أما الرغبة فيه فهي خيار.