Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الانتخابات الإيرانية.. نتيجة وممارسة..!

A A
لم أهتم بمتابعة الانتخابات الإيرانية من البداية لأنها أيًا كانت النتيجة لن يكون هناك تغيير طالما أن المرشد المعمم والحرس الثوري أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة في سياسة إيران الخارجية والداخلية منذ مجيء الخميني في عام 1979م وإطلاق شعار تصدير الثورة.. وأمريكا الشيطان الأكبر ومن يتعامل معها فهو عميل.. والحيرة أن مائة مليون من البشر لهم تاريخ عميق وجغرافيا ثرية على ثلاثة منافذ بحرية.. الخليج العربي والمحيط الهندي وبحر قزوين.. وعن الثروات الطبيعية حدث ولا حرج وكل إنجازاتهم خلال نصف قرن من الزمن العداء المستمر لدول الجوار والتدخلات ودعم الإرهاب.. نصف قرن من الزمن مرصعة بالمقاطعة والعقوبات وصناعة الإرهاب.!

المفاوضات الجارية في فيينا مع الدول 4+1 تهدف لعودة أمريكا لـ5+1 في الاتفاق الذي تم تحت ولاية الرئيس باراك أوباما الذي شجع إيران على المضي في مشروعها النووي بشتى الوسائل المخالفة لمعاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل.. توسع في منشآتها وتخصيب اليورانيوم ومنع المفتشين الدوليين من دخول منشآتها النووية أسوة بالدول الأخرى.. إضافة لكل ذلك تدخلاتها الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول مجلس التعاون الخليجي.. هذه حقائق صارخة تتباهى بها إيران وليست تكهنات أو تحليلات تحتمل الخطأ والصواب وكل دول العالم تعلم ذلك ولازالت تتعامل مع إيران بقفازات ناعمة وهي تدرك أن امتلاك إيران قدرات نووية يشكل خطرًا جسيمًا على السلم العالمي وخرق صارخ للمعاهدات الدولية والقضاء على مشروع منع انتشار أسلحة الدمار الشامل لأن الدول المجاورة لإيران سيصبح من حقها امتلاك قدرات ردع نووي وسيصبح السلم العالمي مهددًا بحرب نووية تبدأ ولا تنتهي إلا بدمار شامل تطال آثاره كل دول العالم.

الدول المقتدرة لمنع إيران من أن تصبح نووية لم تصل لقناعة كاملة بتنفيذ وعودها بالقوة قبل أن تعلن إيران امتلاكها للسلاح المحرم دوليًا.. وقبل أن تدخل منطقة الشرق الأوسط في دوامة سباق نووي لا تحمد عقباه، وستكون الدول الكبرى التي سمحت بذلك مسؤولة مسؤولية كاملة عن الفوضى التي ستنتج عن ذلك لأن إيران دولة مارقة تسعى للهيمنة على المنطقة وتحقيق طموحات إمبريالية وممارساتها الحالية وتمردها على النظام الدولي تثبت ذلك.. وأيًا كانت نتائج مفاوضات فيينا مع إيران فإن على دول المنطقة الاستعداد التام لضمان سلاح ردع فعال لأن الاعتماد على التحالفات غير مضمون في كل الأحوال.

هذه قراءة واقعية برغم كل المحاذير والتكاليف والمخاطر التي تحيط بامتلاك سلاح نووي والدول الخمس الكبرى تدرك ذلك.. ولكن تماهيها وعدم الحسم الجاد مع إيران في وقت مبكر سيوصل العالم إلى حافة الهاوية وعليها تحمل مسؤولية ذلك..!

وفي الختام.. الكاسب في الانتخابات الإيرانية = الماضي بكل مآسيه على الشعب الإيراني والعالم من حولها لأن هويتها لازالت معلقة في ألواح الكهنوت التليدة متجاهلة المعاصرة وعدم مواكبة متطلبات المستقبل وعلى الشعب الإيراني أن يعيد حساباته من خلال الإجابة على أسئلة معاصرة واضحة لمستقبل مقبول أو التيه في خرافات وأوهام يرفضها المنطق والعالم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store