Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

الظهور في الإعلام ليس «كلام»..!!

همزة وصل

A A
الإعلام هو المهنة التي تخرجك من السرية إلى الضوء وتضعك أمام ساحة أخرى، بمعنى أنه ليس بإمكان أي أحد أن يجيدها أو يتعاطى معها، وخاصة أولئك الذين يعتقدون أن الحكاية هي إعلام وكلام، وأن بإمكان أي أحد أن يتحدث طالما أنه يجيد النطق، لكنه ينسى الفرق بين النطق والمنطق، كما ينسى أن مهمة العلاقات العامة والمتحدث الإعلامي هي إعلامية صرفة وعلم ومعرفة وخبرة وقدرة واستشراف وعقل ومشاعر تعرف جيدًا قيمة الكلمة وحجم تأثيرها على الآخر الذي يندرج تحت مفردة المتلقي سواءً كان قارئًا أو مستمعًا أو مشاهدًا، وهؤلاء كلهم متعددي الأعمار والثقافات، وهنا تكون مهمة الإعلامي هي مهمة صعبة جدًا، ذلك لأنه يحمل في ذهنه كل ما تقدم قبل الظهور وقبل تقديم نفسه في أي لقاء وكلكم يعرف جيدًا ماذا أقصد؟! ولثقتي في أن قرائي هم أعلم مني بما يجري حولهم بل وأكثر خبرة ودراية أقولها لهم ولكل مسئول أن المنجزات شيء وابرازها إعلاميًا شيء آخر، وأن مهمة الإعلام والمتحدث الإعلامي هي أهم من كل مهم، وأن كل المنجزات لن تكون مذهلة إذا لم يكن خلفها إدارة علاقات عامة واعية وعملية إعلامية منظمة قادرة على أن تصل للناس وجمهور المواطنين..!

وأقولها حتى لو كان المسؤول عبقريًا وقدرته على إدارة المرفق خارقة وغير ذلك من الصفات لكنه يفشل في ترجمة ذلك حين يظهر للإعلام ويقلب كل شيء ضده ويحول كل المنجزات والأفكار إلى رماد والسبب في ذلك هو أنه فشل في أن يكون إعلاميًا وتعثرت كل مفرداته في أن تحمل أفكاره إلى الناس لينتهي في أنه حقق من ظهوره منجزًا جديدًا ومختلفًا هو أنه استطاع بجدارة أن ينشر الإحباط وأن يصنع مشاعر كره جماعية بين الناس وهذه هي حقيقة ومشكلة بعض الذين يذهبون بعيدًا ويخالفون الواقع الإعلامي وقيمته وضرورته فيضعون أنفسهم في ورطة هم في غنى عنها!!

(خاتمة الهمزة).. الإعلامي المحترف يستعين بالعلم ومنجم الكلمات في داخله من أجل أن يصل للمتلقي بهدوء بعيدًا عن الاستفزاز الصارخ والجمل الغليظة المعبئة بأفكار ثقيلة تحمل في داخلها ألف مليون رسالة.. وهي خاتمتي ودمتم

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store