* تلك التي تتحدث عن حالات الطلاق في المملكة، الذي يسجل مؤشره تصاعدًا (مفجعًا)، وهو يمضي نحو (الظاهرة)، التي تستحق من الجميع التوقف، كل في مجال اختصاصه، وبما يمنع وصولها إلى ذلك الحد المخيف، وما سوف يترتب على ذلك من آثار اجتماعية كبيرة، فضلًا عما سوف يلحق بطرفي معادلة (الطلاق) من أضرار متعددة الجوانب: صحية، ونفسية، واجتماعية... إلخ.
* في وقت يزداد الأمر خطورة؛ عندما يتعدى الضرر إلى الأبناء، وما سوف يعيشونه من حالة (الشتات)، وهو بُعد يجب ألا يُغفل عند تناول هذا الموضوع الاجتماعي، الذي هو بحاجة إلى جهود بحثية، يتزامن معها حلول عاجلة، تنقذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن ينتهي أمر (الميثاق الغليظ) إلى حيث الخاتمة (بأبغض الحلال).
* ومما لاشك فيه أن لكل حالة طلاق أسبابها، ومما يُعجب له أن يكون منشأ بعض الأسباب خلاف (بسيط) لا يمثل في ميزان المشكلة كمشكلة (مثقال ذرة)، ومع ذلك تنامى إلى الحد الذي يذهب بالحياة الزوجية إلى الجحيم، ثم لا يكون الحل سوى برمي (الثلاث)، وهنا يجب التنبه إلى حقيقة أن تنامي أي خلاف بابه الرئيس هو (تدخل) الآخرين بين الزوجين، وذلك نتيجة طبيعية عندما لا تكون جدران بيتهما أمينة على أسرارهما.
* فيأتي التدخل من باب (النصرة) لطرف دون آخر، في معركة الرابح فيها خسران، والنتيجة انتهى كل شيء، وعلى الزوجين، والأبناء دفع الضريبة من حياتهم، ومستقبلهم، بينما ذهب كل طرف من أطراف (الفزعة) إلى حيث حياته الخاصة ينعم بها في كنف أسرته، وهنا تتجلى (الأنانية) في أوضح صورها، من خلال تدخل يكون بمثابة إلقاء المزيد من حطب الفرقة، والخلاف على نار خلاف بدأ بسيطًا ثم وصل إلى مالا يحمد عقباه بسبب تعزيز: (طلقها) وارتاح.
* فأي راحة ترجى من وراء طلاق فرق شمل أسرة، وأي مستقبل ينتظر أبناء يعيشون (الشتات)، والغربة، التي سوف يزداد وقعها عليهم عندما يدخل الزوجان تجربة حياة جديدة، حتمًا سوف يطالهم (النسيان)، ولو بنسبة، وكل من الوالدين يعيش حياته في كنف شخص آخر، يريد أن يعيش حياته كما هي متطلباته. * هذا دون أن أغفل جوانب أخرى من الأسباب التي تكون من داخل بيت الزوجية، وهي أسباب في مجملها تنشأ من ضعف القدرة المادية للزوج، في وقت تريد الزوجة أن تعيش كما يعيش الآخرون، دون اعتبار إلى أهمية دورها في مساندة زوجها على حياة ربما كان لديها تصور (حالم) عنها، كما تصورها (الأفلام)، فصدمت بواقع يناقض تلك الصورة، ويناقض ما كانت عليه في منزل والدها من (دلال)، وهي صور أبداً لا تتوافق، وكون الحياة الزوجية مسؤولية مشتركة، لا يمكن أن يقوم بها طرف دون الآخر.
* فالحياة الزوجية تنجح عندما تقوم على مبدأ (الشراكة)، ويختل توازنها عندما يتم النزاع على (القيادة)، فضلا عن أسباب أخرى أبلغها ما قيل عن أبشع، وأشد أنواع الظلم الاجتماعي ألا وهو: «أن يبحث الأهل عن زوجة صالحة، لابنهم السيىء» ثم لا يكون إلا أن تعود إلى بيت والدها بمسمى جديد، بعد أيام أو أشهر أو حتى أعوام؛ لترتمي تلقائياً في حضن نظرات مجتمع لا يرحم حتى مع كونها ضحية لنزوات زوج سيىء، كان الأولى بإصلاحه، وأمثاله أهله، بدلا من أن يدفعن الضريبة من حياتهن الصالحات من بنات الناس، وعلمي وسلامتكم.