* يعيش الإنسان حياته في صراع طرفاه سعيه إلى لزوم (الصح)، ومنازعة شياطين الإنس، والجن له بما يملونه عليه من دواعي (الخطأ)، وعليه فإن ذلك الصراع الأبدي هو من يصقل تجربة الإنسان، ويقوّم ما اعوج من تصرفاته، خاصة أن التجربة (تنضج) من خلال كم الأخطاء التي يقع فيها الإنسان، ويباشرها بالمزيد من الإجراءات العلاجية، التي تكسبه ردة فعل (الخبراء)، وسمو تعاطي (الحكماء).
* وبين الخبراء، والحكماء يقف كل الناس، على تفاوت في تعاطيهم مع أخطاء حياتهم، في وصول إلى أن الأخطاء على ما قد تسببه من آثار قد تكون (كارثية) إلا أنها في ذات الوقت تؤسس مواطن (عبر)، الحصيف من يقف عندها بعقلية المستفيد من تلك (الدروس)، التي يقوّم بها سلوكه، حتى إذا ما حمل إليه القدر نصيبه من الأخطاء، كان (أبصر) في التعاطي معها، وأكبر من أن تزل قدمه إلى حيث أخطأ يصعب عليه معها تقديم قرابين الاعتذار.
* وتلك النوعية من الأخطاء هي التي تكون من القوة أكبر من أن (يُمحي) أثرها أي اعتذار، مهما كان ذلك الاعتذار، وهنا من المهم الإشارة إلى خطوة هامة في التعاطي مع أخطاء حياتنا اليومية، تلك الخطوة أرى أن عدم التوقف عندها سبب مباشر فيما يحصل من أخطاء (كارثية)، وأقصد بذلك ملكة (التثبت)، وهي خطوة أثق أن الأخذ بها سبيل إلى منع الوصول فضلاً عن الوقوع في تلك الأخطاء (العصية) عن الاعتذار.
* وهذا يضعنا أمام واجب أن من المهم أن (نتواضع) أمام أخطائنا، فالمكابرة مدعاة إلى (تسمينها)، وبالتالي كنتيجة مباشرة إلى تحجيم أثر الاعتذار، وصولاً إلى تلك المرحلة الخطيرة من اعتذار يُقبل، وأثر يبقى مدى الدهر، وهذا ما يحتاج منا إلى التوقف بعناية عندما (يزين) الشيطان قبح أخطائنا، ويصحب ذلك أصوات من هنا، وهناك بسبب فورة (العزة بالإثم) لا تكاد تبين تقول لنا: (قف) فرصيدك من قوة الاعتذار قارب على النفاد.
* وهي أصوات ترافق بنسب متفاوتة كل أخطائنا، إن لم تكن من حولنا، فإنها من ضمائرنا، والفارق في مدى الإنصات لها، أقول ذلك بحكم أن التحذير من الخطأ كخطأ يأتي من باب التحذير من أمر لا مفر منه، إلا أن مما يجب التوقف عنده، هو التحذير من ذلك الخطأ، الذي نصل معه إلى مرحلة اعتذار يأتي (حتمياً) على اعتبار أن الصح هو الأصل، والخطأ هو الاستثناء، ولكنه اعتذار (باهت) لم يعد له من الاعتذار (كقيمة) سوى قشور الاسم فقط، فقد وصل الأثر إلى مرحلة (النقش على الحجر).. وعلمي وسلامتكم.