الآن ما رأي السادة الأوربيين الذين يصدعوننا ليل نهار ويعطوننا دروساً في أهمية التسامح والحوار؟!. الآن ما رأيهم دام عزهم وهم غارقون في العنصرية ومعترفون بها، ويصرخون في برلماناتهم وهم يتبادلون الاتهامات عن زرعها وريّها بمواقفهم؟!.
بالأمس كانت فرنسا، تموج بالتظاهرات، وقبلها كانت الولايات المتحدة تغلي وتحترق، واليوم باتت بريطانيا تقر وتعترف!، ما رأيهم في دروسهم وخطبهم ومؤتمراتهم وهم يلمزون لنا ويشيرون علينا محذرين من خطورة الإساءة للأسود على حساب الأبيض، وللأجنبي على حساب المواطن، في أمة لا تفرق بين الأبيض والأسود، إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وما رأيهم في نواديهم ومحافلهم المنتشرة بيننا رافعة شعارات المساواة والعدالة والتسامح، وهم لا يستطيعون التسامح مع لاعب من أصل أفريقي فشل في تسجيل ضربة جزاء في مباراة لكرة القدم؟!، ما رأيهم في تصرفاتهم وممارساتهم العنصرية، مقارنة بأخلاق أمة تشدد عقيدتها على الصفح الجميل، والهجر الجميل والإعراض الجميل؟!.
في مقالها بصحيفة الجارديان، قارنت «أفوه هيرش» بين العنصرية في الولايات المتحدة ونظيرتها في بريطانيا، في ضوء تطورات أزمة مقتل جورج فلويد بمدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، وترى الكاتبة أن «العنصرية التي قتلت جورج فلويد قد بُنيت في بريطانيا».
أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فقد طلب رسمياً أمس من الأمم المتحدة التدخل لبحث موضوع تصاعد العنصرية في واشنطن، سعياً لوضع حلول.
في ضوء ذلك، ومع تواصل الاعترافات الرسمية، ووصول المطالبات الشعبية الأوربية الى حد المطالبة بتفكيك الأنظمة «الرجعية» عندهم، نرجو أن نستشعر جميعاً روح الإسلام وما يحمله من قيم السماحة والعدالة بدلاً من رميه بمناسبة ومن دون مناسبة بالتخلف وبالإرهاب وبالعنصرية، حتى أنه بات ثقيلاً على البعض، وبات تهمة يوجهها البعض، وبات مدخلاً جيداً للمز في البعض!، وإذا كنتَ في أوربا وأمريكا أو في كندا وأستراليا، لا تخجل أبداً من كونك مسلماً، طالما كان سلوكك قويماً، وطالما سلم الناس من لسانك ويدك، فإن استوقفك أحدهم ليسألك، فقل له أنا سفير لدين جميل يحمل الخير للجميع.. دين يصفح الصفح الجميل، ويهجر الهجر الجميل، أما إذا كنت في عاصمة عربية وسمعت أو شاهدت على الهواء من يسيء إلى الدين بدعوى التجديد، ومن يفتي بأشياء عجيبة بدعوى تنقية الدين، فاصبر الصبر الجميل.