مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج حيث تقع بين مشعري منى وعرفات على مساحة تتجاوز التسعة آلاف كيلو متر مربع ويبيت الحجاج بها بعد نفرتهم من عرفات ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى ويمكثون حتى صباح اليوم التالي، يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.
هذا المشعر المقدس صاحب المساحة المحدودة، والتي تستقبل كل سنة آلاف الحجاج دفع المهندسان ثامر بخاري وعمران فلاتة إلى حلٍ مبتكر، لرفع الطاقة الاستياعبية لمشعر مزدلفة.
في البداية قالا أن أصعب ما واجهاهما هو جمع المعلومات حتى يتمكنا من تأسيس مشروعتهما تأسيسا صحيحا، واستندا على كتب ومراجع واحصائيات ساعدت بشكل كبير على تصميم المشروع.
لاحظنا أن جهود المهندسين عمران وثامر فردية تماما، وهذا حسب تصريحهما بسبب جائحة أزمة كورونا ودخول فترة الحظر ومن ثم عمل أغلب الجهات أون لاين ، ولكن هذا لم يفت عضدهما لبناء مبنى قد تصل طاقته الاستيعابية، إلى نصف مليون حاج.
وكانت الصعوبة والتخوف، من كبر المشروع وهو يخدم عامة المسلمين، ولذلك عند التنفيذ بدآ باعتبارات كثيرة، من تفادي الحوادث وتأمين المبنى المكون من طابقي،ن ويزيد إلى طوابق عدة، ومن الممكن أن يتطور أفقيا، ويستوعب الطابق الواحد حوالي ستة وثلاثين ألف حاج، واجابة عن استفسار هل سيأخذ المبنى المقترح مساحة كبيرة فتقل الاستفادة منه؟ قال المهندس ثامر أن هناك مساحة بين الأعمدة، وأيضا سيتكرر العدد في الطوابق العلوية ليستوعب أضعاف العدد الحالي، هذا بالإضافة إلى الربط الهندسي للمشروع، بالكباري حول مزدلفة لحركة الطوارئ، وغيرها.
وعن سر اختلاف هذا المبنى عن أي عمائر عادية، قالا أن هذا المبنى يتميز بقلة التكاليف خصوصا لليلة واحدة في السنة، فبالتالي حققنا التوازن المطلوب، وحققنا الغاية بأقل التكاليف، فهو مجرد مسطحات خرسانية في أغلب المشروع وتكلفته بسيطة ولكن فائدته كبيرة.
شابان من أهل مكة قضيا طفولتهما ومراهقتهما في خدمة الحجاج والمعتمرين، وعندما تخصصا في مجال كان من الطبيعي أن يسخرا علمهما وعمرهما في نفس ما شبا عليه .. خدمة ضيوف الرحمن.. فهل ينجحا في تحقيق مشروعهما الكبير؟