* إلى ذات موضوع قول (سيدنا محمد) عند ذكره صلى الله عليه وسلم أعود في مقال اليوم؛ لدواعي ما حدث في صلاة العيد من أحد الأشخاص، الذي أنكر قول سيدنا في تكبيرات العيد، حيث كان من ضمن المجموعة التي تردد التكبيرات، فقال بصوت مسموع: يا إخوان قولوا نبينا، ولا تقولوا سيدنا! * بطبيعة الحال هذا الموقف يستدعي التوقف عند نقطة هامة ألا وهي: أنه وإذا كان بعض من بلغوا في العلم الشرعي مبلغًا عظيمًا يتحرجون من الفتيا، فجدير بعامة الناس أن يتوقفوا عند ذلك، وألا يتجرأوا على الإفتاء في أمور دليلهم فيها قنوات التواصل، التي قد يغيب عنهم فيها الحقيقة على وجهها الصحيح، فضلاً عن أن التصدر لهذا الأمر الخطير مما سوف يترتب عليه (التشويش) على الآخرين، ويُحمل أصحاب ذلك التوجه إثم الإفتاء بغير علم.
* لأجل ذلك رأيت أن أناقش ذلك الشخص فيما تفضل به، ولم أتفاجأ بما لديه من أدلة لم تفهم لديه كما يجب، وقد شارك في النقاش إمام المسجد الذي أشار إلى أنه لا حرج في قول سيدنا محمد إلا في تلك المواضع التي لم يرد فيها قول (سيدنا) كما هو الحال في الأذان، والإقامة، والتشهد الأول، والأخير، وهنا لم يزد ذلك الشخص في النقاش، ولكن ما بقي في ذهني هو الانطباع الذي تركه بقوله ذلك على جمع المصلين الذين اكتض بهم المسجد.
* وهذا يضعنا أمام واجب التأكيد على ألا يتصدر شأن المسجد إلا من هو أهل له، وفي هذا لا يخفى ما خص به المسجد من تعاميم تؤكد على هذا الجانب، وعلى مستوى عامة الناس فمن المهم أن يدرك الجميع أن الدين شأنه عظيم، وأن إدراك كل منا لقدره فيما يتعلق بالعلم به مانع (للجرأة) على الفتيا في أموره صغيرها، وكبيرها، نظراً لما يترتب على ذلك من عواقب لا تُحمد على من تصدى لذلك، وعلى ما استودعه الناس في قلوبهم، واذهانهم من معرفة، وبصيرة بأمور دينهم.
* ودون الدخول في جدلية طويلة أكتفي بدليل ما يُقال في تكبيرات العيد في المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وهي صيغة تُسمِع كل الدنيا، ومما يرد فيها: وصلى الله على (سيدنا) محمد، فهل غاب ذلك عن علماء الأمة منذ الأزل إلى اليوم، وذهن لذلك بعض عامة الناس، فأصبحوا يُنكرون على من يقول بذلك، حتى وإن كان الأمر في ميزان الدليل القاطع منزه على أن يخضع لتصويب: قل ولا تقل! والله أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل.. وعلمي وسلامتكم.