كتب المفكر والكاتب السوري علي أحمد سعيد أسبر الملقب بادونيس عن شخصيات كثيرة وكتبه النقدية لا تخفى على أحد ومن هذه الشخصيات شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب صاحب كتاب (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) وقد أفرد أ.د. محمد وقيع الله فصلًا عن أدونيس ومحمد بن عبدالوهاب ناقش فيها التعليقات التي سجلها الشاعر المتفلسف علي أحمد سعيد اسبر على منتخباته من رسائل شيخ الإسلام ومتونه.. وكانت تلكم هي بعض بركات شيخ الإسلام الذي حظيت متونه الدعوية بما لم تحظ به متون عقدية إسلامية أخرى من الشرح والتحشية والتوطئة في غضون التاريخ الإسلامي الحديث.
ومما لاشك فيه أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان لها أكبر الفضل في إقامة النهج السلفي وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في شبه الجزيرة العربية حتى استوت دعوة الشيخ على كل أنحاء الجزيرة العربية وكان قوام دعوته الوحدانية لله سبحانه وتعالى ونبذ ما كان عليه عرب الجزيرة العربية وقتها من الشرك والبدع والضلالات والتبرك بالقبور وعبادة الأشجار والأوثان فكانت دعوة الشيخ نبراسًا يستضاء به في دياجي الظلمات وكانت نورًا مسطرًا وهديًا تمسك به أهل الجزيرة العربية فيما بعد.
وقد ترك شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب الكثير من الكتب التي تداور أبناء الشيخ وأحفاده وتلاميذه في شتى بقاع الدنيا على شرحها وايضاحها للناس.
ومن جملة هؤلاء الناس ظهر المتلونون والمنافقون الذين تناولوا كتب شيخ الإسلام بالنقد والتقريظ وكان منهم علي أحمد سعيد اسبر الملقب بادونيس، ولاحقًا ندم أدونيس على ما كتبه في شيخ الإسلام وتنكر له وحاول أن يمحيه من قائمة كتبه التي دائمًا يحرص أن يذيل بها كتبه المتعددة.
وكان أدونيس قد دافع عن كتابه (الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب) الذي وضعه مع زوجته الناقدة الدكتورة خالدة سعيد وذلك في لقاءات عدة معتبرًا أن هذا الكتاب هو مشروع تتمة لكتابه واطروحته (الثابت والمتحول) مشيرًا إلى أنه وضعه لكي يشير كيف قرأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإسلام وهي قراءة مؤثرة في المجتمع العربي بحسب وصفه.