أحياناً يستوقفني عنوان مؤرشف في جهاز اللابتوب، ربما لأن فضول الكاتب محفز على القراءة، عندما يستفز فضوله عنوان كتاب أو مقالة أو رواية، لذلك تعتبر العناوين عتبات للنصوص، تمكّن من الولوج إليها بسهولة، وتساهم في انتشارها، ربما لذلك يهتم بعض الكتاب الجدد بالعناوين البراقة، ويهملون تجويد المتون، كم من المرات استدرجنى عنوان وعناوين لشراء كتب وروايات، ثم أصدم بالفكرة أو الأسلوب أو كمية التسطيح الذي يهدر وقتك إذا قسرت ذاتك على القراءة.
هذه المرة ارتبط فضولي بوقفة قصيرة أمضيتها مع إحدى البائعات الرائعات التي تؤكد أن المرأة السعودية تستطيع النجاح إذا أعطيت الفرصة كما أنها تتحمل كثيراً من المسؤوليات، فقررت إعادة نشر جزء من مقالة قديمة نشرت في مجلة حياتي قبل توقفها عن الصدور وكنت حينها أكتب فيها مقالة أسبوعية!.
ذات مساء صيفي، جاهدت كي أتمرد على منطق المساءات المبتلة بعرق السماء. منتهى القسوة أن تخضع لتهديد مساء صيفي غارق في بحر قاتم من الرطوبة؛ تقبع في الغرف أو المطاعم والمقاهي المبردة، ترقب الحياة من خلف زجاج مضطرب الرؤية بفعل الرطوبة. يضاعف الإحساس بالوحدة ويوقظ الأحزان.
كأن تلك المساءات سجن بحجم مدينة، تحكم على سكانها بالسجن الانفرادي في زنزانات مبردة!.
في ذلك المساء لم أجد غير مكتبي ألتجئ اليه أعبث بمحتوياته، أرتب أدواته، أتصفح الأوراق المهملة في أدراجه. وجدتها بين الأوراق، عليها تأشيرة خروجي من حياتك، بدون عودة، ودون حق لي في قبول هذه التأشيرة أو رفضها.
عجيب أمر تلك الورقة؛ ورقة الطلاق! كيف تتسع كلماتها لكل تلك الأنواع من الأسلحة؟ كيف لها كل ذلك الدمار، ثم تستلقي ببراعة بين الأوراق؟! في ذلك المساء أخذت أقرأها لأول مرة دون بكاء، كأني شفيت من انكساراتي معك، وبدأت أنفض عني غبار الخيبة!
في ذلك المساء قرأت تلك الورقة بمنطق أنثى استعادت، كامل أنوثتها قبل أن تتجزأ الى أرباع، ربما كنت المسؤولة عن هروبك الى أخرى، فأنا امرأة صنيعة مجتمع يكسر للبنت كل يوم ضلعاً، مجتمع لديه قناعة كاملة أن البنت نبات شيطاني، تنمو جذوره بشكل تلقائي، يقولون: "اكسر للبنت ضلع .. يطلع لها مائة ضلع"، ربما لأن الأنثى سلالة حواء التي نبتت من ضلع آدم، كما يقولون!
في مجتمعنا فقط تلاحق النساء لعنة الأضلع، يكسرون للبنت كل يوم ضلعاً عن يقين بقدرتها على الاستنبات الذاتي، الرجل مسلوب منه ضلع، نطفة التشكل للجذر الأنثوي "حواء"!
كنت معك امرأة طمست شخصيتها تحت وطأة التكسير، لم أكن امرأة تصلح لهذا الزمان زمن السفر والفضائيات، ضلوعي المهشمة كانت جداراً من الجليد، تقطع التواصل بيننا؛ فالرجل لا يستطيع السير فوق الجليد، اجتذبتك امرأة أخرى من مجتمع يبقي أضلع نسائه سليمة، تزوجتها لتشطر أنوثتي نصفين ويتدفق الدفء في حياتك التي حاصرها الجليد على حد قولك.
لم يكتشف المجتمع أن الرجل اعتاد على بنات لم تكسر لهن أضلع، على نساء بكامل أضلعهن وكامل شخصياتهن؛ لذلك قرأت تلك الورقة لأول مرة في ذلك المساء دون بكاء، اقتنعت بأن تلك الورقة الوثيقة أو التأشيرة الصك سمها ما شئت، انقذتني من أن أكون نصف امرأة في حياتك، برغم الدمار الذي ألحقته تلك الورقة ببيتنا وحياتنا!
عجيب أمر ورقة تحمل في طياتها الموت والدمار وربما تعطي أيضا الحياة، قررت أن أرمم انكساراتي في ذلك المساء، وأن أكون امرأة قادرة على المستحيل والبدء من جديد، امرأة لهذا الزمان.
هي ذاتها قصة تلك الشابة التي، التقيتها قبل أيام فقط، تعمل بهمة ونشاط تعلم أطفالها وتنفق عليهم، بينما كتبت مقالة "ذات مساء" ونشرت من عشرين عاماً تقريباً!.
هذه المرة ارتبط فضولي بوقفة قصيرة أمضيتها مع إحدى البائعات الرائعات التي تؤكد أن المرأة السعودية تستطيع النجاح إذا أعطيت الفرصة كما أنها تتحمل كثيراً من المسؤوليات، فقررت إعادة نشر جزء من مقالة قديمة نشرت في مجلة حياتي قبل توقفها عن الصدور وكنت حينها أكتب فيها مقالة أسبوعية!.
ذات مساء صيفي، جاهدت كي أتمرد على منطق المساءات المبتلة بعرق السماء. منتهى القسوة أن تخضع لتهديد مساء صيفي غارق في بحر قاتم من الرطوبة؛ تقبع في الغرف أو المطاعم والمقاهي المبردة، ترقب الحياة من خلف زجاج مضطرب الرؤية بفعل الرطوبة. يضاعف الإحساس بالوحدة ويوقظ الأحزان.
كأن تلك المساءات سجن بحجم مدينة، تحكم على سكانها بالسجن الانفرادي في زنزانات مبردة!.
في ذلك المساء لم أجد غير مكتبي ألتجئ اليه أعبث بمحتوياته، أرتب أدواته، أتصفح الأوراق المهملة في أدراجه. وجدتها بين الأوراق، عليها تأشيرة خروجي من حياتك، بدون عودة، ودون حق لي في قبول هذه التأشيرة أو رفضها.
عجيب أمر تلك الورقة؛ ورقة الطلاق! كيف تتسع كلماتها لكل تلك الأنواع من الأسلحة؟ كيف لها كل ذلك الدمار، ثم تستلقي ببراعة بين الأوراق؟! في ذلك المساء أخذت أقرأها لأول مرة دون بكاء، كأني شفيت من انكساراتي معك، وبدأت أنفض عني غبار الخيبة!
في ذلك المساء قرأت تلك الورقة بمنطق أنثى استعادت، كامل أنوثتها قبل أن تتجزأ الى أرباع، ربما كنت المسؤولة عن هروبك الى أخرى، فأنا امرأة صنيعة مجتمع يكسر للبنت كل يوم ضلعاً، مجتمع لديه قناعة كاملة أن البنت نبات شيطاني، تنمو جذوره بشكل تلقائي، يقولون: "اكسر للبنت ضلع .. يطلع لها مائة ضلع"، ربما لأن الأنثى سلالة حواء التي نبتت من ضلع آدم، كما يقولون!
في مجتمعنا فقط تلاحق النساء لعنة الأضلع، يكسرون للبنت كل يوم ضلعاً عن يقين بقدرتها على الاستنبات الذاتي، الرجل مسلوب منه ضلع، نطفة التشكل للجذر الأنثوي "حواء"!
كنت معك امرأة طمست شخصيتها تحت وطأة التكسير، لم أكن امرأة تصلح لهذا الزمان زمن السفر والفضائيات، ضلوعي المهشمة كانت جداراً من الجليد، تقطع التواصل بيننا؛ فالرجل لا يستطيع السير فوق الجليد، اجتذبتك امرأة أخرى من مجتمع يبقي أضلع نسائه سليمة، تزوجتها لتشطر أنوثتي نصفين ويتدفق الدفء في حياتك التي حاصرها الجليد على حد قولك.
لم يكتشف المجتمع أن الرجل اعتاد على بنات لم تكسر لهن أضلع، على نساء بكامل أضلعهن وكامل شخصياتهن؛ لذلك قرأت تلك الورقة لأول مرة في ذلك المساء دون بكاء، اقتنعت بأن تلك الورقة الوثيقة أو التأشيرة الصك سمها ما شئت، انقذتني من أن أكون نصف امرأة في حياتك، برغم الدمار الذي ألحقته تلك الورقة ببيتنا وحياتنا!
عجيب أمر ورقة تحمل في طياتها الموت والدمار وربما تعطي أيضا الحياة، قررت أن أرمم انكساراتي في ذلك المساء، وأن أكون امرأة قادرة على المستحيل والبدء من جديد، امرأة لهذا الزمان.
هي ذاتها قصة تلك الشابة التي، التقيتها قبل أيام فقط، تعمل بهمة ونشاط تعلم أطفالها وتنفق عليهم، بينما كتبت مقالة "ذات مساء" ونشرت من عشرين عاماً تقريباً!.