* من المعتاد أنه عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة أن يقوم وليها بالسؤال عنه، وهذا حق مشروع للطرفين، ومع ذلك فإن هنالك زيجات انتهت إلى (الفشل)، والسبب ظهور حقائق لو علمت قبل الزواج لما تم، بل إن هنالك من تم (انفصالهم) حتى قبل إتمام الزواج، والسبب ما ظهر من تصرفات دفعت إلى ذلك مهما كلف الأمر، ولسان الحال (من رأس البئر، ولا من قعره)، وأذكر هنا مثال لأحدهم عندما اشتكت ابنته من سلوك زوجها بعد عقد القران، وما لاحظته عليه من أنه ليس أهل لأن تكون له شريكة حياة.
* لأجل ذلك فإن مما يجب الإشارة إليه في هذا الجانب أن ولي الفتاة مهما بذل من الجهد فإنه في بعض الحالات لا يمكن له أن يعرف الحقيقة كاملة عن ذلك الزوج، والسبب أنه قد يجد في طريق سؤاله من يمدحونه، ويثنون عليه، مع علمهم أنه بخلاف ذلك تماماً، وهنا أذكر ذلك الذي ذهب لأحد من سألهم بعد أن عرف ما عليه (نسيب المستقبل) من سوء، فقال بكل برود: (نحن زملاء، ونستر على بعض)!
* في وقت عليه، وأمثاله أن يعد للسؤال جواباً عن ذنب فتاة في رقبته، سيسأله الله عنها يوم القيامة، دفعت الضريبة من عمرها أو قل حياتها، والسبب أنه لم يقل الحقيقة كما يعرفها عندما سئل عن ذلك الشخص، بل ويزداد الأمر خطورة عندما تصل المعلومات وافية لولي الفتاة، ومع ذلك يصر على أن يتم الزواج لأطماع مادية أو جاهلية كقناعة البعض: (البنت مالها كلمة)، فتكون الفاجعة التي تم التمهيد لها بزواج أساس قيامه الكذب، والتدليس، والمتاجرة.
* وإذا ما أردنا أن نشير إلى أهم الأسباب، فإننا سنضع والد ووالدة الشاب على رأس القائمة، فهما أعرف بابنهما، وأدرى بحقيقته، وأخبر بسلوكه، فمسألة أن يبحثان عن زوجة صالحة؛ لتصلح ما فشلا فيه، فذلك هو الظلم بعينه بل هو أبشع صوره، وليس من المقبول أن تحمل فتاة في مقتبل عمرها مسؤولية تقويم سلوك شاب (سيء)، والداها يعرفان ذلك تمام المعرفة، ومع ذلك لا يجدان أي حرج في أن يسيرا أمامه يبحثان له عن (بنت الحلال)؛ لتصلحه، هذا إن لم يلبسانه من الثناء، والمديح ما لا يستحقه، ولا يحلم فيه.
* وحتى نتجاوز كل ما سبق، فإنه قد أصبح من الضروري إضافة فحص المخدرات، والحالة النفسية، والعقلية لفحص الزواج، ففي ذلك إنصاف لجميع الأطراف، بل وقطع لطريق الحجة البالية: (زوجوه يعقل)، المقولة التي جرت الويلات، ونتج عنها مالا يخفى من فواجع، وابتلاءات -نسأل الله العافية- والسبب ما ذكر من معطيات، مهدت لذلك، والنتيجة: زوجوه (يقتل)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وعلمي وسلامتكم.