.. أثناء عمليات الإجلاء من أفغانستان حاول الأمريكيون صناعة صورًا وردية «إعلامية» لجنودهم وهم يتعاملون بكل هذه الإنسانيات والجماليات الأخلاقية مع جموع الأفغان في مطار كابول..!!
*****
.. الصور تظهر الجنود الأمريكيين وهم يوزعون المياه والمعلبات، ويحملون الأطفال ويعطونهم أكياس الجمبري ويعكزون الكبار.. يعني من الآخر صور تجعلك تقول (ياه) على الحنية وعلى الإنسانية لهذه الأرواح التي تقطر طهرًا.. والمسؤولون الأمريكيون يضفون على هذه السلوكيات المديح لأخلاقيات جنودهم..!!
*****
.. لكن في المقابل مثل هذا البريق الإعلامي لا تأخذه منفكًا عن ما اختزلناه «ذهنيًا» عن أحداث أخلاقيات الجنود الأمريكيين في مواقع عدة مارسوا فيها سلوكيات مشينة وانتهكوا الحرمات والحقوق الإنسانية التي ينادون بها ويحاسبون غيرهم عليها..!!
*****
.. ولا نذهب بعيدًا فأفغانستان نفسها التي يوزعون فيها زجاجات المياه وأكياس الجمبري احتلوها عشرين عامًا ومارسوا خلالها القتل والدمار، قتلوا أكثر من 64 ألفًا من العسكريين و111 ألفًا من المدنيين، ثم توجوا أخلاقياتهم بتبول جنودهم على جثث الأفغان دون أدنى مراعاة حتى لحرمة الموتى وكرامة الإنسان..!!
*****
.. في فضائح سجن أبوغريب وجه أقبح للحكاية والرواية.. انتهاكات وتعذيب وإذلال جنسي وإهانة واغتصاب وصعق كهرباء.. يكدسون السجناء فوق بعضهم وهم عراة، ويجبرونهم على أوضاع جنسية مخلة، ويغتصبون الأطفال، ويطلقون الكلاب على السجناء المقيدين!! هل رأيتم أكثر من هذا وحشية..؟!!
*****
.. في معتقل جوانتانامو أو كما تصفه منظمة العفو الدولية «معتقل يمثل همجية هذا العصر» حيث لا ينطبق عليه أي قوانين لحقوق الإنسان.. (هنا) الوحشية والتعذيب والانتهاكات والدوس على كل القيم الإنسانية والأخلاقية والكرامات ومبادئ التحضر.. (هنا) باختصار شريعة غاب.
كل هذا يحدث والعالم يتفرج..!!
*****
.. وفي اليابان وفيتنام ومواقع أخرى نجد أحداثًا ومتشابهات.. وفي كل حرب تخوضها أمريكا تجدها تخسر المال والعتاد، وتخسر معها بعض سمعتها بسبب سلوكيات بعض جنودها على غرار ما حدث في العراق وأفغانستان..!!
*****
.. والمشكلة الحقيقية أمام العالم أن لا أحد يستطيع محاسبة الولايات المتحدة الأمريكية فهي ذاتها الحكم والجلاد.. تقيم حروبًا بوهم الحريات والحقوق، وهي أول من ينتهك في حروبها هذه المبادىء.. وأمريكا لا تصنف ما يقترفه جنودها من سلوكيات مشينة «جرائم حرب»، بل سلوكيات منفردة تستحق العقاب، ثم تنتهي داخل ملفات (العادية)..!!
*****
.. الأمريكيون يؤمنون «بأن قدر أمريكا الأبدي هو الغزو والتوسع وأنها مثل عصا موسى التي صارت أفعى فابتلعت كل الحبال». وهذه العقيدة هي التي جعلت أمريكا تخرج وتحاول فرض سيطرتها وتوسعها بعيدًا عما يقال من أسباب ومسببات.. لكن على أمريكا في الجانب الآخر أن تعي أن الأفعى إذا ما ابتلعت الأراضي والقيم معًا فلن تغني العجرفة العسكرية وصلف القوة وحدها..!!
*****
.. أخيرًا.. في الأساطير الشعبية الأمريكية «إن أعداء أمريكا ليسوا أعداء للحرية والديمقراطية والفضيلة وإنما هم أعداء الرب أيضًا»!!! وحتى يعرفوا إجابة سؤالهم «لماذا يكره العالم أمريكا» عليهم أن يحولوا المبادىء إلى حقائق على الأرض وليست مجرد أساطير أو شعارات..!!