لا يشك عاقل بأن مشكلة التعليم أزلية ويكمن جوهر المشكلة في الجودة، وعندما أتحدث عن الجودة فهي الإتقان قال تعالى "صنع الله الذي أتقن كل شيء" وقال الإمام البيهقي -رحمه الله- عن أم المؤمنين عَائِشَةَ بنت الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها أنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ" ولذلك الإتقان والجودة يجب أن تكون شاملة لجميع مفاصل التعليم ومنها:
* القيادات يجب أن يُختار من زاول التعليم وتدرج في مراتبه ومناصبه لكي يكون عالمًا بخفايا العمل ومشاكل الميدان التربوي والتعليمي.
* تأهيل المعلم وهو الأهم في المنظومة التعليمية وتأهيله يجب أن يكون قويًا في العلم المعرفي والتربوي والأساليب التربوية وطرائق التدريس ومنهجية التعامل مع الطالب وولي الأمر ومتغيرات المجتمع وأن يكون مؤهلا لتحصين الأجيال من التلوثات الفكرية الإلحادية والتكفيرية والارهابية والأخلاقية.
* المنهج وهو ما يعنى بالسياسات العامة والخطوط العريضة للمكتسبات التعليمية والعلمية السليمة التي تعطي سمة وبصمة للوطن ومقدراته.
* المقررات وهي الوسيلة العلمية المبسطة للتثقيف والتعليم والتربية والإعداد والتأهيل وتحقق أساسيات المنهج وتعمل على تحقيق مقاصده.
* الطالب والذي يجب أن يدخل المدرسة وهو محتاجًا للتعليم لا التربية فالتربية يجب أن تنطلق من البيت وتعززها المدرسة والتعليم ينطلق من المدرسة ويعززها البيت.
* المباني المدرسية والتي يجب أن تكون راقية وبيئتها جاذبة ومحفزة ومتكاملة من حيث الفصول وعدد الطلاب والتجهيز والوسائل المعينة والتقنية المسهلة لا البديلة عن المهارات الجسدية الأساسية وهي القراءة والكتابة والتحدث والاستماع.
* نصاب المعلم يجب أن لا يزيد عن ١٦ حصة قابلة للنقص لا الزيادة على أن يكون هناك حصص مكتبية للمعلم للتعزيز السلوكي والتربوي كضرورة والتعليمي عند الحاجة.
* توفير مشرفين تربويين لنقل الخبرات من مدارس متميزة للمدارس الأقل تميزًا فيما يخص الشؤون الإدارية والفنية تربويًا وتعليميًا.
* أن يفعل الجانب التطبيقي في مقررات التعليم فالقاعدة التربوية تقول "علم بالاستخدام لا بالتحليل" وذلك بجعل المقررات مقررات تطبيقية لا نظرية وأن تعد للاهتمام بالكيف لا بالكم.
أعطني تعليمًا بهذه المواصفات أخرج لك علماء قبل أن يصلوا للمرحلة الجامعية.