.. في ذكرى 11 سبتمبر أحاديث كثيرة يمكن أن تقال، ومواقف وأحداث ومخططات مازالت تستحق التأمل.
لكن ما استوقفني هو أن تعود طالبان في ذات الزمان والمكان وكأننا أمام مشهد دراماتيكي يصنعه قرار خفي يحرك الأحداث كيف شاء، ومتى شاء، وأين شاء.
والعالم العربي والإسلامي تحديداً مجرد رقعة شطرنج تواجه الأحداث وتعيش نتائجها المريرة..!!
*****
.. بعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت هناك حرب مفتوحة ضد ما يسمى (الإرهاب).
وقد لفت نظري أنه بعد 20 عاماً ما زال مصطلح «الإرهاب» نشطاً وفق منظوره الغربي وليس وفق مفهومنا العربي والإسلامي..!!
*****
.. ولأن الإرهاب ليس له دين أو وطن أو عرق، ولأن الجماعات الإرهابية كما يقول البعض تعمل خارج إطار الجغرافيا ومنطق السياسة، ولأننا كعرب وكمسلمين اكتوينا بنار إرهاب الجماعات المتطرفة، فقد شاركنا في هذه الحرب المفتوحة والمجهولة النوايا والنتائج والأماكن..!!
*****
.. وفي رحى هذه الحروب احتُلت أفغانستان 20 عاماً وقُتل وشُرِّد الملايين، وابتلعت هذه الحروب العراق وقتلت وشردت الملايين، وكذلك الحال في سوريا وليبيا وغيرها من البلدان.
ولم نرَ مثل ذلك يحدث عند غيرنا من البلدان..!!
*****
.. ثم في المقابل تحدث حوادث كثيرة وبشعة ضد المسلمين في الغرب ، من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تصاعدت بعد أحداث 11 سبتمبر، ولم نسمع عن أي تصنيف إرهابي، بل والرئيس ترامب أصدر عفواً عن كل الجنود الذين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان والعراق، بينما المسلم بين مقصلة الإرهاب وسندان الدين.
فهل جعل الغرب من الإرهاب عصا موسى التي يُشرعنون بها تدمير الدول العربية والإسلامية واستنزاف طاقاتها وتشويه دينها..؟
*****
.. الغرب يصنع الإرهاب، وفي نفس الوقت يعلن الحرب عليه، هل رأيتم من يفعل الشئ ونقيضه؟
هذا لا يقودنا الى الشك والريبة فحسب ولكنه يحتاج الى منجم من جزر «الواق واق» حتى يفك هذه الطلاسم.
أمريكا هي من أوجدت القاعدة والجماعات الجهادية إبان الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وزودتهم بالسلاح واستقبلهم الرئيس ريغان في البيت الأبيض، ونعتهم بالمناضلين من أجل الحرية!.
وأمريكا ذاتها بعد أحداث 11 سبتمبر هي من أعلنت الحرب على القاعدة وطالبان.
ثم بعد احتفاء بوش بزوال طالبان والإرهاب يوقع الرئيس ترامب معهم اتفاقية العودة...!!
*****
.. وأمريكا التي أعلن رئيسها أوباما الحرب على داعش هو نفسه من أسس داعش وزرع الفوضى في الشرق الأوسط
كما يقول ترامب..
وهيلاري كلينتون تعترف:
«قمنا بتكوين الجماعات الأصولية وموّلناهم بالسلاح، وهم الذين أحدثوا بعد ذلك فوضى عارمة».
وكانت هيلاري وهي وزيرة خارجية تتواصل مع الإرهابيين وتمدهم بالسلاح، وفي ذات الوقت تنظّر للحرب عليهم..!!
*****
.. عندما نسمع مثل هذا الكلام ونرى كل هذا الخراب والدمار والقتل والتشريد في بلادنا العربية والإسلامية، كيف يمكن أن نثق أو نصدِّق..؟!!
*****
... أعتقد أن العرب والمسلمين لم يكونوا في حاجة الى تحرير المصطلح قبل عشرين عاماً للدفاع عن أنفسهم، قدر حاجتهم اليوم وبعد عشرين عاماً الى فهم مصطلح الإرهاب من المنظور الغربي (أهدافه وتوظيفاته)..!!.
*****
.. قال أحدهم: الدول الكبيرة تقوم بصناعة فوضى صغيرة ثم تطلب المساعدة من الدول المتضررة.
وتساءل آخر: من هو تاجر السلاح الذي يقتل دون أن تتلوث يداه، ويتحكم في فوضى العالم..؟!.