برعاية معالي وزير التعليم ورئيس مجلس إدارة مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم تم عقد الملتقى العربي حول (استشراف مستقبل جودة التعليم في الدول العربية) والذي ركز في رؤيته الأولى على (جاهزية التعليم للمستقبل: العودة الآمنة والمستدامة للتعليم والتعلم) والذي عقد خلال هذا الأسبوع عبر الاتصال المرئي والمسموع.
جائحة كورونا ألقت بظلالها على كل شؤون الحياة وابتعد طلاب العلم في التعليم العام والعالي عن دور التعليم والجامعات بسبب هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب الحذر وفق إجراءات احترازية بالغة الدقة من أجل سلامة وصحة الإنسان، وبعد انقطاع طويل كان لابد من العودة الآمنة وبالتدريج وبالالتزام بالبروتوكولات الصحية.
العالم يعيش تسارعًا كبيرًا في التطور المعرفي والتكنولوجي مع وجود أزمات اقتصادية وصراعات في بعض الدول وسباقات غير مألوفة جعلت من عملية استشراف مستقبل التعليم أكثر تعقيدًا، واتسعت بسببها فجوة جودة التعليم بين الآمال والاحتياجات المتجددة للطلبة وأولياء أمورهم وجميع أصحاب المصلحة، وبين واقع استثنائي يواجه أزمات مركبة أحدثت أزمة فرص تعلم ضائعة غير مسبوقة عالميًا، تتفاوت حدتها وفقًا للدول والمراحل الدراسية.
لذا من أجل استشراف خيارات استباقية لضمان جودة التعليم والتنقل عبر خيارات متعددة ومن أجل مساعدة الدول العربية لابتكار حلول تعافي التعليم من آثار الجائحة ومتلازمة التحديات ومن أجل العودة الآمنة للطلبة والهيئة التعليمية والإدارية إلى المدارس والجامعات للبدء من جديد برحلة التعليم والتعلم، كان للمركز الإقليمي للجودة والتميز دور كبير في التعليم بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألسكو» لعقد هذا الملتقى الافتراضي ولطرح تساؤلات الأمل: ما التدابير على المستوى الإقليمي والوطني في الدول العربية للعودة الآمنة والمستدامة للتعليم في المدارس والجامعات؟، وما أولويات العمل لتسريع التقدم نحو تحقيق مؤشرات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030؟ ما الخيارات المستقبلية الممكنة والمتعلمة من الأزمات لتمكين جودة وتميز التعليم في الدول العربية؟
هذا الملتقى يهدف إلى تعزيز التشاركية على المستوى الإقليمي لإيجاد الحلول المبتكرة لدعم جودة التعليم أثناء الأزمات والطوارئ والجاهزية للمستقبل بكل احتمالاته، ودعم جهود وزارات التعليم في الدول العربية للعودة الآمنة لبيئات التعلم، واستخلاص الدروس المستفادة على المستوى الإقليمي والدولي، لتدابير استمرارية التعليم استجابة لجائحة كورونا والتعامل مع مشكلة الفاقد التعليمي، وتحديد المعايير لاستشراف خيارات تمكين جودة التعليم في الدول العربية وفقًا لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وما بعده.
شارك في الملتقى عدة جهات وهي منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» ومكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية - بيروت، مراكز ومكاتب اليونسكو الإقليمية، مكتب التربية العربي لدول الخليج، وزارات التربية والتعليم بالدول العربية، واللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، أكاديمية الملكة رانيا، وزارة الصحة السعودية، الخبراء والمختصون والمهتمون.
توقفت عند إدارة الملتقى والتخطيط له من هنا في وطني المملكة العربية السعودية وبدعم قوي من القيادة الحكيمة للمركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم والذي يدار بكفاءات وطنية تستحق الإشادة والتقدير فتحية عطرة لمدير عام مركز اليونسكو التعليمي للجودة والتميز في التعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس الذي كان له بصمة قوية في فعاليات متنوعة يعقدها ويخطط لها المركز.
كما توقفت عند ورقة العمل التي قدمت من وزارة التعليم السعودية والتي عرضت فيها تجربة منصة مدرستي والتي حققت المركز الرابع على المستوى الدولي العالمي في نجاحها لاستمرارية التعليم عن بعد في ظل الجائحة والتي قدمتها الدكتورة عهود الفارس المشرف العام على الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
وفي محور بيئات التعلم الآمنة والمستدامة في السياقات المألوفة وغير المألوفة كان لوزارة الصحة السعودية كلمتها وتميزها العالمي في ورقة عمل احترافية قدمها المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي، كان أداؤه مميزًا وملتزمًا بالحرفية العالية والدقة في إيصال المعلومة الموثقة بالأرقام التي تدعو للفخر والاعتزاز بهذا المنجز السعودي بامتياز ليؤكد للعالم كله أننا نسير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد ومشرق وأن خطط وتطلعات رؤية 2030 تتحقق على أرض الواقع وتخرس ألسنة الحاقدين والمشككين والمتشائمين، نحن هنا على أرض السعودية نخطط بمنهجية علمية وفق مؤشرات أداء احترافية لا تقبل الشك ولا التخمين ولا تضييع الوقت، نحن في سباق مع الزمن لنصل لتحقيق رؤيتنا الطموحة في ظل قيادة جعلت الإنسان أولا شعارًا ومنهجًا لها، وأصبحت المملكة محل الأنظار وتجاربها الفريدة والنوعية تبهر وتلهم الآخرين، فيحق لكل مواطن سعودي أن يفخر بوطنه وبقيادته وبمنجزاته النوعية ونسأل الله العودة الآمنة لكل الطلاب والطالبات والهيئات التعليمية والإدارية في المدارس والجامعات، لأن العلم هو سلاحنا لتحقيق مزيد من المنجزات والإبداعات والله معنا سيهدينا سبلنا نعم المولى ونعم النصير.