23 سبتمبر الموافق 1 الميزان القادم سوف يكون الاحتفال باليوم الوطني ال 91 للمملكة العربية السعودية وهو اليوم الذي تم فيه توحيد هذا الوطن العظيم تحت هذا المسمى على يد القائد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه حيث استكمل توحيد البلاد من الخليج العربي شرقاً حتى البحر الأحمر غرباً ومن اليمن جنوباً حتى العراق والأردن والكويت شمالاً.
وحتماً إن هذا اليوم المبارك له سمة خاصة ولون وطريقة تختلف عن بقية المناسبات الأخرى، كيف لا وهو الحضن الذي يجمع القلوب، وهو التراب الذي يجمع الأجساد حية ثم ميتة، وهو السلم الذي نرتقي من خلاله أعلى درجات المجد، وهو مصدر العزة والفخار وهو الماضي والحاضر والمستقبل لكل أبنائه.
ومن هذا المنطلق ومن تلك الأهمية والمكانة التي يحتلها الوطن يستوجب علينا جميعاً أن نخلص الولاء لقادته العظام رحم الله من لقي ربه وحفظ ووفق الأحياء منهم. وبلاشك أن الولاء لقادته يتمثل في طاعتهم وإخلاص العمل تحت لوائهم ورعايتهم وصدق النصح لهم في مقابل ما يقدمونه من حسن القيادة المتمثلة في العدل والمساواة بين أفراده والحرص على الوفاء بمتطلباتهم الحياتية وحفظ مكانتهم وكرامتهم داخل الوطن وخارجه.
أما الانتماء فهو الإخلاص المتمثل في كل ما له علاقه بترابه من ثروات تحت أرضه وعليها ومنجزات نفاخر بها وتراث نستلهمه ونحميه ومؤسسات تقوم على حفظ حقوقه وحسن إدارتها وثقافة تمثل تسلسل بنيان حضارته القديمة مع الحاضرة والذود عن كل مكوناته من الحجر والمدر والبشر.
فالولاء والانتماء هما المعياران الحقيقيان لصدق المواطنة التي يستوجب أن تكون وليست كما يراها البعض أنها شعارات رنانة واحتفالات وحمل أعلام للمرح وتضييع بعض الوقت بل يستوجب أن تقترن كل تلك الممارسات بمقاصد الولاء والانتماء الحقيقيين.. لذا لابد من اكتمال تلك المنظومة كي تتحقق المواطنة الحقيقية ويكون يوم الاحتفال بيوم الوطن هو مرحلة لإعادة ترتيب الأوراق بما يتناسب ومقاصد الانتماء والولاء الحقيقيين.
وكم أتمنى أن يكون احتفالنا بالوطن مستداماً كل أيام العام من خلال مقاصد الانتماء والولاء ومن خلال مسايرة ودعم خطتنا الطموحة 2030 التي نتأمل أن نراها متمثلة كما دُونت على أرض الواقع وكما خُطط لها.. والله من وراء القصد.