مع بداية كل عام دراسي، يبذل الآباء والأمهات جهدهم لضمان تفوق ابنهم/ابنتهم الدراسي مع توفير وجبة إفطار صحية تعين الجسد على ذلك، ولكن ماذا عن وجبة العقل الصحي؟ فلبناء عقل صحي منفتح متوازن لابد أن يكون جدول الطفل اليومي متوازنًا.
يلاحظ الكثير أن أطفالهم يفقدون السيطرة على أعصابهم إذا خسر فريقهم بالمدرسة ويتعرضون لنوبة غضب، وهذا صحي فلا ينبغي كبت تلك المشاعر إلا أنها بحاجة إلى ضبط، وسبب ذلك بالتأكيد عدم وجود التوازن العاطفي بين المشاعر والجسد، وأحد أسباب ذلك جدولهم المليء بالواجبات المنزلية والدروس الخصوصية والأنشطة الإضافية، والمطلوب إعادة ترتيب جدول المهام لهم ومساعدتهم على تنمية المهارات اللازمة لإحداث التوازن، ومساعدتهم في التعبير عن مشاعرهم بالشكل المناسب.
وعلينا إعطاء فرصة للأطفال بأن يكونوا أطفالا دون الحاجة للتخطيط لكل ثانية وملء جدولهم بالمهام، ندعهم ليكونوا فضوليين ومبدعين، مع تقديم وجبة العقل الصحي لهم، وهي أحد مهارات إحداث التوازن وتوسيع نافذة التسامح على النحو التالي: وقت اللعب: اللعب الحر، كبناء قصور الرمال ولعب الغميضة والمكعبات وغيرها، فاللعب يساعد على بناء المهارات المعرفية، ويحسن القدرات اللغوية، ويصقل القدرة على حل المشكلات، وتعزيز القدرة على التخطيط، والتنبؤ والتكيف مع المفاجآت. وقت التركيز: أداؤهم للمهام بطريقة موجهة نحو تحقيق الأهداف، كالتعليم الهادف.
وقت التواصل: تواصلهم مع الآخرين وجهًا لوجه وتواصلهم مع الطبيعة، فيقدروا روعتها.
وقت الحركة: أفضل وسيلة لذلك ممارسة الرياضة.
وقت الاسترخاء: التوقف تمامًا عن التركيز دون أي هدف محدد، فيعاد شحن الدماغ.
وقت التأمل: تأمل النفس من الداخل بهدوء، مع التركيز على الأحاسيس والصور والمشاعر والأفكار.
وقت النوم: لتنظيف الجسد من السموم التي تفرز نهارًا، فتزيد القدرة على ضبط النفس.
وفي الختام نحن لا نقلل من أهمية تعليم الأطفال والذي هو أحد مكونات وجبة العقل الصحي، ولكن ليس على حساب الوقت المتاح للطفل لاستكمال الوجبة، وهي بمثابة عناصر غذائية للذهن، وخير ما يعينهم على ذلك دعاء الله لهم.