* يظل اليوم الوطني لدى المخلصين من أبناء الوطن بعدد أيام أعمارهم، وما ذلك إلا لأنهم يدركون كم هو الوطن غالٍ، وكم هو في قلوبهم عزيز، وعليه فإنهم يتخذون من اليوم الوطني منطلقاً إلى عام جديد من العطاء للوطن، والبذل له؛ يفعلون ذلك لا بهدف إيفاء ما للوطن من حق، فذلك في قناعتهم مُحال، ولكنهم يتخذون من كل جهد يبذلونه، وكل عطاء يؤطرونه بوسام (الوطن)، إضافة إلى سجل الواجب، وإلا فإن الفضل كبير، والعطاء أمامه مهما عَظُم، يظل يراوح في حدود النزر اليسير. * لذلك فإنهم ينطلقون مع كل إشراقة ليوم الوطن إلى حيث البحث عما يضيف له، عبر تواجد مسؤول يستشعر أن كل فرد من أبنائه على ثغر هو معه أمام مسؤولية القيام بواجب ما ينتظره منه الوطن، الذي وضع في أبنائه آمال مستقبل زاهر هم جنود حاضره، وسواعد بناء مستقبله، وعليه فإن كل مواطن عليه من مسؤولية ذلك بالقدر الذي يتناسب وما يمليه عليه موقعه من نقطة انطلاق جديدة نحو أفق لا متناهي من: فوق هام السحب.
* فعلى سبيل المثال: الطالب على كرسي درسه مسؤول في تمثل المواطنة الحقة من خلال جده واجتهاده، وإن كان بحثه عن ذلك بدافع من إعداده لمستقبل زاهر ينتظره إلا أنه في ذات السياق يحقق ما يؤمله الوطن من أبنائه، فنجاح الطالب يعني أنه يُثمن ما بذله الوطن لأجله، وأنه يقف من ذلك موقف المسؤول، الذي يدرك أن إخفاقه -لا سمح الله- منافٍ لما يجب أن يكون عليه من صورة الأمل لوطن أعطاه؛ ليجده حيث أن يأخذ دوره في الدفع بعجلة تنميته.
* وهذا بفضل الله يتحقق من خلال كل الأسماء المنجزة اليوم، التي تحضر بكل ألق الحضور، من خلال ما تحقق للوطن من قفزات متسارعة عبر برنامج التحول الوطني، وبعقول وسواعد وطنية، كانوا بالأمس طلاباً (متميزين) على مقاعد الدراسة، فجاء وصولهم اليوم بما يرسم على محيا الوطن كل مشاعر السرور بأبنائه المبدعين، الذين أنجزوا للوطن ما وعدوه، فأثمروا كل هذا السيل من الحراك (الرقمي)، الذي لم يكن لولا أن وجد الوطن من أبنائه من يستشعر عظيم فضله فجاء حضوره كما هو أمله، ولسان حالهم معه ولدينا مزيد.
* وقس على ذلك كل صور الواقفين على ثرى الوطن وطموحهم عنان السماء، يتعبون على أنفسهم، ويبحثون عن مواقع أفضل لوجودهم، يواصلون ليلهم بنهارهم عملاً دؤوباً، وطموحاً متقداً، وحضوراً مشرفاً، يفعلون كل ذلك في سياق استشعارهم لحضورهم المسؤول، الذي يعبرون عنه أفعالا تليق بعطاء وطن فريد وهبهم الأمس إعداداً، فكان لزاماً عليهم أن يمنحوه اليوم إنجازًا يليق بعظم نعمة (السعودية) وفاءً لا جزاءً.. وعلمي وسلامتكم.