مع خروج آخر أيام فصل الصيف وحلول تباشير فصل الخريف تستعد السروات -جمع سراة، والمقصود بها هنا أعالي سلسلة جبال الحجاز الممتدة من الطائف شمالاً حتى ظهران الجنوب جنوبًا- هذه الأيام لتسليم (الراية السياحية) لجارتها تهامة التي تحدها من الغرب.
وتهامة المقصود بها هنا الجزء الواقع بين سلسلة جبال الحجاز -المتضمنة السروات في أعلاها- والبحر الأحمر، وذلك من (مكة وجدة) شمالاً حتى (الخوبة والموسم) جنوبًا، وتتكون تهامة من جغرافيتين هما الجبال متوسطة الارتفاع المحاذية لسلسلة جبال الحجاز، وكذلك السهل الساحلي المحاذي للبحر الأحمر. ولأنَّ السياحة -في جنوب المملكة خاصة- أصبحت عاملاً اقتصاديًّا مهماً يزداد ويتوسع كل موسم سياحي فيجدر القول إن السياحة في السروات (أعالي سلسلة جبال الحجاز) تبدأ أواخر الربيع وخلال فصل الصيف وبدايات فصل الخريف، وتتميز بتوافر المقومات الطبيعية وغيرها التي تدعم السياحة ممثلة في الأجواء المعتدلة والأمطار الهاطلة والضباب الكثيف الذي يكسو المرتفعات لباسًا أبيضَ فاتنًا والخضرة الماثلة في الغابات الكثيفة والحدائق الجميلة والمطلات الساحرة على أغوار تهامة وتتمثل في الفواكه بأنواعها والمهرجانات والأسواق التي تقام لها.
وتقابل سياحة السروات سياحة تهامة التي تبدأ من أواخر فصل الخريف وخلال فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع ممثلة في الأجواء الماطرة والخضرة في سفوح الجبال وبطون الأودية واعتدال الجو والغدران الجارية ومنظر الجبال وهي تلف عصائبَ السحب على رؤوسها الشامخة والشواطئ الساحرة والسهول المخضرَّة والجزر الساحرة، وتتمثل في العسل الطبيعي والمنتجات الزراعية والحبوب والنباتات العطرية والمأكولات الشعبية والبحرية والمهرجانات والأسواق المقامة لها.
لقد عرف العرب رحلتين ورد ذكرهما في القرآن الكريم هما رحلتا الشتاء والصيف، حيث جاء في سورة قريش «لإيلافِ قريشٍ إيلافِهِمْ رحلةَ الشتاءِ والصيفِ»، فقد كان تجار قريش يتوجهون شتاءً لليمن عندما يكون البرْد فيه أخف منه في الشام، ويتوجهون للشام صيفًا حين يشتد الحر وتكون أجواء الشام معتدلة، مع أن هناك من يقول بأن رحلتي قريش في الشتاء والصيف كانتا بين مكة والطائف.
المؤكد هو أن رحلة قريش غرضها اقتصادي وهو ممارسة التجارة وليست السياحة، أما اليوم فقد تحولت بوصلة رحلة الشتاء والصيف -جغرافيًّا- فبعد أن كانت بين (اليمن والشام) أصبحت بين (السراة وتهامة)، وتحولت بوصلتها اليوم -غائيًّا- بين السراة وتهامة فأصبحت في المقام الأول سياحية، ومع هذا فهي تشهد منافع اقتصادية -لكن بشكل لا يماثل الغاية السياحية- فهناك منتوجات تهامية تُصعَّد صيفًا للسراة والعكس صحيح أيضًا.
وهذه الرحلة بين السراة وتهامة في الزمن الحاضر لها دلالاتها؛ فغايتها سياحية بالدرجة الأولى وهي بهذه الغاية تشي بمستوى الأمن والرخاء الذي وصل إليه الناس بحيث يجدون متسعًا من الوقت وسعة في المال والأرزاق ومرافق طبيعية وخدمية تلبي احتياجاتهم ما يدفعهم للتجوال عبر التضاريس المتباينة والوقوف على المناظر والتشكيلات الطبيعية والنزول في أماكن عديدة بكل أمن وأمان وكل ذلك يشجع السياحة الداخلية ويطورها، وهي اقتصادية بالدرجة الثانية، وهذا يشي بزيادة المنتجات في الجغرافيتين، وهذا التنقل بين سهول تهامة وشعاف جبال السروات يتم عن طريق عدد وافر من العقبات الحكومية والأهلية التي وصل عددها -حسب علمي- حوالي (٣٣) عقبة وربما تزيد، وبعضها مصمم على أحدث المواصفات من جسور وأنفاق ووسائل سلامة والبقية مريحة وتتوفر فيها الكثير من وسائل السلامة.
وبالنظر للمناطق الإدارية التي تحتضن السراةَ وتهامة نجدها أربع مناطق هي مناطق (مكة والباحة وعسير وجيزان)، وبالنظر لجودة الخدمات السياحية في كل منطقة بين السراة وتهامة نجدها متفاوتة بعض الشيء؛ فهي في تهامةِ مكةَ أجود منها في سراتها وفي سراة الباحة أجود منها في تهامتها وفي سراة عسير أجود منها في تهامتها وفي تهامة جيزان أجود منها في جبالها، وربما يعود ذلك لوجود مقارِّ إمارات المناطق ما يعجِّل بالخدمات ويكثِّفها ويجوِّدها حول مقار الإمارات أكثر منها في الأماكن التي تبعد عنها، وهذا يستدعي تغيير بوجهة بوصلة التنمية للجهات الطرفية (سواء في تهامة أو في السراة) بعد أن أخذت الجهات المركزية حظها الوافر من التنمية.
وتهامة المقصود بها هنا الجزء الواقع بين سلسلة جبال الحجاز -المتضمنة السروات في أعلاها- والبحر الأحمر، وذلك من (مكة وجدة) شمالاً حتى (الخوبة والموسم) جنوبًا، وتتكون تهامة من جغرافيتين هما الجبال متوسطة الارتفاع المحاذية لسلسلة جبال الحجاز، وكذلك السهل الساحلي المحاذي للبحر الأحمر. ولأنَّ السياحة -في جنوب المملكة خاصة- أصبحت عاملاً اقتصاديًّا مهماً يزداد ويتوسع كل موسم سياحي فيجدر القول إن السياحة في السروات (أعالي سلسلة جبال الحجاز) تبدأ أواخر الربيع وخلال فصل الصيف وبدايات فصل الخريف، وتتميز بتوافر المقومات الطبيعية وغيرها التي تدعم السياحة ممثلة في الأجواء المعتدلة والأمطار الهاطلة والضباب الكثيف الذي يكسو المرتفعات لباسًا أبيضَ فاتنًا والخضرة الماثلة في الغابات الكثيفة والحدائق الجميلة والمطلات الساحرة على أغوار تهامة وتتمثل في الفواكه بأنواعها والمهرجانات والأسواق التي تقام لها.
وتقابل سياحة السروات سياحة تهامة التي تبدأ من أواخر فصل الخريف وخلال فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع ممثلة في الأجواء الماطرة والخضرة في سفوح الجبال وبطون الأودية واعتدال الجو والغدران الجارية ومنظر الجبال وهي تلف عصائبَ السحب على رؤوسها الشامخة والشواطئ الساحرة والسهول المخضرَّة والجزر الساحرة، وتتمثل في العسل الطبيعي والمنتجات الزراعية والحبوب والنباتات العطرية والمأكولات الشعبية والبحرية والمهرجانات والأسواق المقامة لها.
لقد عرف العرب رحلتين ورد ذكرهما في القرآن الكريم هما رحلتا الشتاء والصيف، حيث جاء في سورة قريش «لإيلافِ قريشٍ إيلافِهِمْ رحلةَ الشتاءِ والصيفِ»، فقد كان تجار قريش يتوجهون شتاءً لليمن عندما يكون البرْد فيه أخف منه في الشام، ويتوجهون للشام صيفًا حين يشتد الحر وتكون أجواء الشام معتدلة، مع أن هناك من يقول بأن رحلتي قريش في الشتاء والصيف كانتا بين مكة والطائف.
المؤكد هو أن رحلة قريش غرضها اقتصادي وهو ممارسة التجارة وليست السياحة، أما اليوم فقد تحولت بوصلة رحلة الشتاء والصيف -جغرافيًّا- فبعد أن كانت بين (اليمن والشام) أصبحت بين (السراة وتهامة)، وتحولت بوصلتها اليوم -غائيًّا- بين السراة وتهامة فأصبحت في المقام الأول سياحية، ومع هذا فهي تشهد منافع اقتصادية -لكن بشكل لا يماثل الغاية السياحية- فهناك منتوجات تهامية تُصعَّد صيفًا للسراة والعكس صحيح أيضًا.
وهذه الرحلة بين السراة وتهامة في الزمن الحاضر لها دلالاتها؛ فغايتها سياحية بالدرجة الأولى وهي بهذه الغاية تشي بمستوى الأمن والرخاء الذي وصل إليه الناس بحيث يجدون متسعًا من الوقت وسعة في المال والأرزاق ومرافق طبيعية وخدمية تلبي احتياجاتهم ما يدفعهم للتجوال عبر التضاريس المتباينة والوقوف على المناظر والتشكيلات الطبيعية والنزول في أماكن عديدة بكل أمن وأمان وكل ذلك يشجع السياحة الداخلية ويطورها، وهي اقتصادية بالدرجة الثانية، وهذا يشي بزيادة المنتجات في الجغرافيتين، وهذا التنقل بين سهول تهامة وشعاف جبال السروات يتم عن طريق عدد وافر من العقبات الحكومية والأهلية التي وصل عددها -حسب علمي- حوالي (٣٣) عقبة وربما تزيد، وبعضها مصمم على أحدث المواصفات من جسور وأنفاق ووسائل سلامة والبقية مريحة وتتوفر فيها الكثير من وسائل السلامة.
وبالنظر للمناطق الإدارية التي تحتضن السراةَ وتهامة نجدها أربع مناطق هي مناطق (مكة والباحة وعسير وجيزان)، وبالنظر لجودة الخدمات السياحية في كل منطقة بين السراة وتهامة نجدها متفاوتة بعض الشيء؛ فهي في تهامةِ مكةَ أجود منها في سراتها وفي سراة الباحة أجود منها في تهامتها وفي سراة عسير أجود منها في تهامتها وفي تهامة جيزان أجود منها في جبالها، وربما يعود ذلك لوجود مقارِّ إمارات المناطق ما يعجِّل بالخدمات ويكثِّفها ويجوِّدها حول مقار الإمارات أكثر منها في الأماكن التي تبعد عنها، وهذا يستدعي تغيير بوجهة بوصلة التنمية للجهات الطرفية (سواء في تهامة أو في السراة) بعد أن أخذت الجهات المركزية حظها الوافر من التنمية.