يكفي من رمزية هذه العودة أن تعود الدماء في عروق الثقافة، بعد أن أصبح معرض الرياض للكتاب علامة فارقةً بين معارض العالم العربي، ومنارة يحج لها طلاب المعرفة من كل مكان.. إن أجمل ما في هذه العودة أنها إعلان -لائق بثقافة هذا الوطن وتاريخه- لاستئناف النشاط والعمل والطموح، بعد أن خيّم الوباء على العالم لعامين تقريباً، توقف فيهما قلب العالم عن النبض، وكادت رئتاه أن تنسى أوكسجين الحرية؛ وأي أوكسجين أصحّ من الكتاب، ليعيد لتلك الرئتين النفّس والأمل.
قلت سابقاً، وأكرر دوماً: إن معرض الرياض تحول إلى تظاهرة ثقافية متكاملة، ومهرجان للمعرفة والثقافة والفنون والآداب؛ جعلت الآلاف والآلاف بانتظاره سنوياً، فهو الموعد الذي لا أفوته، ولا يفوّته كثير مثلي، من أبناء الوطن وأصدقائه حول العالم.. ولعل الإقبال الكبير والأعداد المتزايدة التي تحرص على الحضور وزيارة المعرض كل عام، وتسجل مراصد الثقافة زيادتها كل عام دليلٌ بيّن على ما يعنيه المعرض، وما يمثّله هذا الموعد للثقافة العربية.
ولن ننسى طبعاً حرص دور النشر، ومؤسسات الثقافة الرسمية والخاصة من كافة دول العالم، وإلحاحها على المشاركة في فعاليات معرض الرياض، وعدم تفويت فرصة اللقاء بالقارئ السعودي النهم على الاطلاع والمعرفة من خلال هذه النافذة الثقافية.. ولطالما عبّر الناشرون وأصحاب الدور والمؤلفون عن أهمية تواجدهم، وحضور منتجاتهم الثقافية في هذه التظاهرة السنوية الفارقة.. أتذكر أن الدكتور مجد حيدر (صاحب دار ورد للنشر) كان يرانا كل عام في الرياض وجدة، ويستغرب حرصنا على الحضور هنا وهناك باستمرار، وكم كان يسألنا: هل لديكم مكتبة أو دار نشر؟
ويتعجّب حين نجيبه بالنفي، حتى أصبحت دعابته السنوية؛ نمرّ به، فيبتسم، ويهمس: (ترى عندنا خصم للمكتبات ودور النشر!!).
ولن يفوتني بالطبع الإشارة إلى جهود التنظيم المميز، من وزارة الثقافة، وهيئة الأدب والنشر والترجمة، وشركائهما، في ظل هذه الظروف الصعبة، ولعل الإصرار على تنظيم المعرض، وتحقيق هذا الهدف، يحمل رسالة الصمود والمقاومة في مواجهة الموت الذي كشّر عنه الوباء.. نعم، كانت هناك بعض الملاحظات، وسمعنا عن الصعوبات والعوائق التي واجهت عملية التنظيم، والتنسيق مع دور النشر، وتأخر الإعلان عن برنامج المعرض وفعالياته المصاحبة -نوعاً ما- لكن المعرض سيبدأ غداً، وهذا بمثابة إعلان انتصار للحياة.. والطموح.
ينطلق المعرض غداً؛ ويضم على هامش استضافته لدور النشر حزمة من الفعاليات والأنشطة؛ ندوات ثقافية وأدبية متنوعة، وأمسيات شعرية، وورش عمل يومية في مجالات الفن والقراءة والكتابة والنشر وصناعة الكتب والترجمة، يقدمها متخصصون ومتخصصات؛ ولعلنا لاحظنا اهتماماً بورش عمل الطبخ التي يشارك في إقامتها عدد من خبراء الفن محلياً وعالمياً، كما تستضيف واجهة الرياض البرنامج الثقافي الذي يحوي عدداً من ورش العمل والندوات الثقافية، ويضم الجدول مجموعة من الأمسيات والحفلات الموسيقية التي يستضيفها المسرح الأحمر بجامعة الأميرة نورة، ويشارك فيها الموسيقار عمر خيرت، وأخرى للفنان عبدالرحمن محمد، وثالثة تجمع فنان العراق الجميل سعدون جابر مع نصير شمة، ورابعة بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية، وخامسة تقدمها فرقة عالمية.
هذا بالإضافة طبعاً إلى الأمسيات الشعرية والثقافية المختلفة والحوارات التي يشارك فيها كتاب عالميون وعرب للحديث عن أبرز إصداراتهم، وفعاليات جناح الطفل، ومنصات توقيع الكتاب، ومنصات المؤلف السعودي، وغير ذلك مما توفره هذه الوجبة الثقافية الدسمة التي تستمر على مدى عشرة أيام مقبلة.. هذه هي الثقافة.. وهذه رسالتها السامية؛ تجمع ولا تفرّق، تفرح بالحياة وتنظر للمستقبل.. وهذا هو معرض الرياض الدولي للكتاب؛ يعود والشوق قد بلغ مداه؛ ليعلن للعالم.. عودة الحياة.
قلت سابقاً، وأكرر دوماً: إن معرض الرياض تحول إلى تظاهرة ثقافية متكاملة، ومهرجان للمعرفة والثقافة والفنون والآداب؛ جعلت الآلاف والآلاف بانتظاره سنوياً، فهو الموعد الذي لا أفوته، ولا يفوّته كثير مثلي، من أبناء الوطن وأصدقائه حول العالم.. ولعل الإقبال الكبير والأعداد المتزايدة التي تحرص على الحضور وزيارة المعرض كل عام، وتسجل مراصد الثقافة زيادتها كل عام دليلٌ بيّن على ما يعنيه المعرض، وما يمثّله هذا الموعد للثقافة العربية.
ولن ننسى طبعاً حرص دور النشر، ومؤسسات الثقافة الرسمية والخاصة من كافة دول العالم، وإلحاحها على المشاركة في فعاليات معرض الرياض، وعدم تفويت فرصة اللقاء بالقارئ السعودي النهم على الاطلاع والمعرفة من خلال هذه النافذة الثقافية.. ولطالما عبّر الناشرون وأصحاب الدور والمؤلفون عن أهمية تواجدهم، وحضور منتجاتهم الثقافية في هذه التظاهرة السنوية الفارقة.. أتذكر أن الدكتور مجد حيدر (صاحب دار ورد للنشر) كان يرانا كل عام في الرياض وجدة، ويستغرب حرصنا على الحضور هنا وهناك باستمرار، وكم كان يسألنا: هل لديكم مكتبة أو دار نشر؟
ويتعجّب حين نجيبه بالنفي، حتى أصبحت دعابته السنوية؛ نمرّ به، فيبتسم، ويهمس: (ترى عندنا خصم للمكتبات ودور النشر!!).
ولن يفوتني بالطبع الإشارة إلى جهود التنظيم المميز، من وزارة الثقافة، وهيئة الأدب والنشر والترجمة، وشركائهما، في ظل هذه الظروف الصعبة، ولعل الإصرار على تنظيم المعرض، وتحقيق هذا الهدف، يحمل رسالة الصمود والمقاومة في مواجهة الموت الذي كشّر عنه الوباء.. نعم، كانت هناك بعض الملاحظات، وسمعنا عن الصعوبات والعوائق التي واجهت عملية التنظيم، والتنسيق مع دور النشر، وتأخر الإعلان عن برنامج المعرض وفعالياته المصاحبة -نوعاً ما- لكن المعرض سيبدأ غداً، وهذا بمثابة إعلان انتصار للحياة.. والطموح.
ينطلق المعرض غداً؛ ويضم على هامش استضافته لدور النشر حزمة من الفعاليات والأنشطة؛ ندوات ثقافية وأدبية متنوعة، وأمسيات شعرية، وورش عمل يومية في مجالات الفن والقراءة والكتابة والنشر وصناعة الكتب والترجمة، يقدمها متخصصون ومتخصصات؛ ولعلنا لاحظنا اهتماماً بورش عمل الطبخ التي يشارك في إقامتها عدد من خبراء الفن محلياً وعالمياً، كما تستضيف واجهة الرياض البرنامج الثقافي الذي يحوي عدداً من ورش العمل والندوات الثقافية، ويضم الجدول مجموعة من الأمسيات والحفلات الموسيقية التي يستضيفها المسرح الأحمر بجامعة الأميرة نورة، ويشارك فيها الموسيقار عمر خيرت، وأخرى للفنان عبدالرحمن محمد، وثالثة تجمع فنان العراق الجميل سعدون جابر مع نصير شمة، ورابعة بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية، وخامسة تقدمها فرقة عالمية.
هذا بالإضافة طبعاً إلى الأمسيات الشعرية والثقافية المختلفة والحوارات التي يشارك فيها كتاب عالميون وعرب للحديث عن أبرز إصداراتهم، وفعاليات جناح الطفل، ومنصات توقيع الكتاب، ومنصات المؤلف السعودي، وغير ذلك مما توفره هذه الوجبة الثقافية الدسمة التي تستمر على مدى عشرة أيام مقبلة.. هذه هي الثقافة.. وهذه رسالتها السامية؛ تجمع ولا تفرّق، تفرح بالحياة وتنظر للمستقبل.. وهذا هو معرض الرياض الدولي للكتاب؛ يعود والشوق قد بلغ مداه؛ ليعلن للعالم.. عودة الحياة.