المتتبع للنجاحات الكبيرة التي حققها نادي الإبل خلال السنوات الخمس منذ إنشائه وما تلاه من إنشاء المنظمة الدولية للإبل التي لها دور هام على نطاق عالمي يلمس بشكل جلي النجاحات والقفزات الكبيرة التي حققها النادي والمنظمة عبر النهوض بقيمة الإبل المعنوية والمالية من خلال تعزيز الارتباط القوي بها مع شريحة عريضة من محبي الإبل على نطاق محلي وإقليمي ودولي ورفع قيمتها السوقية التي وصلت إلى مبالغ مليونية تستحقها بلا شك في المملكة والخليج.
وفي هذا الإطار الهام نجحت المنظمة الدولية للإبل، بقيادة رئيس مجلس إدارتها ورئيس مجلس إدارة نادي الإبل فهد بن فلاح بن حثلين، بتوجيهات مباشرة من المشرف العام على النادي سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في التأسيس لمرحلة علمية جديدة عالمية، سيظهر أثرها خلال السنوات القليلة المقبلة، في مسار أبحاث الإبل، خاصة ما يرتبط منها بدراسة «جينوم الإبل»، وذلك من خلال ما سيقوم به المركز الدولي لأبحاث ودراسات الإبل، الذي تم تدشينه في بداية العام الماضي بالرياض.
ويبلغ حجم جينوم الإبل حسب تقرير للنادي ما يقرب من 2,38 جيجا بايت، وتحتوي على أكثر من 20000 جين، وتشير بعض الدراسات العلمية المتخصصة، أنَّ التركيب الجيني غير المعتاد للإبل هو السبب الرئيس وراء قدرته على البقاء في ظل الظروف البيئية القاسية، ويحتوي جينوم الإبل على العديد من الاختلافات الفريدة التي يتم التحقيق فيها لعلاج العديد من الاضطرابات، كما تم اختبار العديد من المنتجات الطبيعية من الإبل، ووصفها كعلاج مساعد للسيطرة على تطوُّر الأمراض، ومن المثير للاهتمام، يستخدم الجمل آليات مناعية وجزيئية فريدة من نوعها ضد العوامل المسببة للأمراض والحالات المرضية.
الكثير من مراكز الأبحاث العالمية في سباق مع الزمن لدراسة «جينوم الإبل»، والسعودية وعت هذا الأمر بشكل متعمِّق، من خلال إنشاء المركز الدولي لأبحاث ودراسات الإبل، الذي يهدف إلى تطوير ونشر الأبحاث العلمية والدراسات، وتطوير الخبراء في مجالات الإبل وتوثيقها، إضافة إلى وضع الخطط والبرامج والإستراتيجيات الكفيلة بتطوير منهجية علمية وعملية لذلك، وبناء قواعد معلومات إلكترونية للأبحاث والدراسات عن كل ما يتعلق بالإبل.
هذه المنجزات الحضارية التي حققها نادي الإبل والمنظمة الدولية هي خطوة يفتخر بها في سبيل مواصلة الريادة العالمية في شتى مجالات الإبل عبر موروثها الأصيل التي تشتهر به المملكة.