كيف عشنا مساء الاثنين من غير الفيس بك وملحقاته؛ كيف فعلنا؟!
ساعات.. لا واتس آب، ولا انستقرام، ولا حركات.. كاد الجفاف أن يذهب بقلوبنا، وعقولنا..!!
معظم منصات التواصل الاجتماعي توقفت، فاهتزت الأرض وربت.. لكنها لم تنبت شيئاً؛ غير شماتة تويتر والتيك توك.. ربما.
منذ زمن تسعى الفيس بك لاحتكار كل شيء.. ما حدث يقول لنا إن مزايا الاحتكار لا تقارن بسلبياته؛ الاحتكار خطير وغير صحي، يمكن أن تقف الحياة بسببه يوماً ما؛ بالنسبة لي.. أرى أن الاحتكار يفوّت ثمرة المنافسة التي يقطفها المستهلك غالباً.. هل أبدو درامياً، ربما.. مثل أصحاب نظرية المؤامرة؛ يقولون إن وراء أكمة التهكير ما وراءها، يقولون إن جماعة الفيس بك تقصدوا فعل ذلك، هرباً من المحاسبة القادمة، يبدو الأمر صعب التصديق، لكن جماعة المؤامرة يحبون أن يصدقوه.. وأنا أغيظهم بالقول: ربما.
تويتر دخل لعبة المنافسة، وقدم وجبات مجانية لستين مليوناً انضموا له خلال فترة الانقطاع، الاصطياد في الماء العكر! بطون المشتركين لم تمتلئ... ولم تتوعك أيضاً.. وجبة تويتر خفيفة، سهلة الهضم، لأنها افتراضية ربما.
مارك زكربيرق خسر مليارات في ساعات، والمنافسون لم يخفوا شماتتهم.. قد يحصل لهم ذلك، وقد يشمت فيهم من شمتوا به، الدنيا دوارة، ونحن لا يهمنا هذا كثيراً، نجد فيه بعض التسلية، لكن الحيتان تكسب في النهاية، كلهم تجار، كلهم حيتان.
أتذكر الآن تنافساً مشابهاً بين شركات الاتصال لدينا؛ (شركة حديثة أصدرت إعلاناً بعرض رمضاني مميز، تحدث الجميع عنه، ردت الشركة المنافسة «الأقدم» بإعلان مستفز، يقول في ما معناه: ما نفعُ العرض إذا لم يكن لديك شبكة؟! يقصدون الشركة الحديثة التي ردت لاحقاً بإعلان في صفحة كاملة: «اللهم إني صايم»). الصحف استفادت من الإعلانات، ونحن ضحكنا على التراشق الشقي، أعجبنا الخطاب التنافسي، وكنا نتشفى نوعاً ما، من هذه الشركات التي تحصد جيوبنا حصداً، ولا تزال.. حين انقطعت خدمات الفيس بك، شعر عدد منا بشعور مشابه؛ يشبه الشماتة من هذه المنصات التي تحصد أعمارنا حصداً.
بدأت علاقتي بالإعلام الجديد أيام المدينة؛ أعني الصحيفة.. ناداني حجّي جابر، ليطلعني على موقع اجتماعي جديد ومذهل؛ الفيس بك.. بعدها بعام أو يزيد افتتحت فيه حساباً.. ساعدني صديقي بندر العتيق (تعرفون معنى ساعدني هنا: أي فتح لي الحساب بنفسه)، ولا يزال الحساب قائماً؛ ثلاثة عشر عاماً من الفيس بك، وعشرة في تويتر (تلك هجرة كاملة)؛ كنت أشاهد العصفور الأزرق أيامَ بريطانيا في كل مكان، لم أكن أعرف المقصود به، وحين دخلتُ عالمه، أعجبني التغريد؛ والتغريد معنى حيادي كما تعلمون، فقد يكون تغريدَ طائر، وقد يكون تغريداً يشبه تغريد صاحب امرئ القيس!
حين كتبت القيس في الجملة الأخيرة؛ غيّرها المصحح الآلي إلى (فيس)، المصحح الذكي غبي.. لا يعرف كلمة قيس، كلمة (فيس) تبدو مألوفة له... فاقترحها، واقترح رمزاً لصورة وجهٍ مستدير أصفر (إيموجي).. الإيموجي عالم رمزي في هذه المنصات، والملصقات والميمز وغيرها... الذكاء الاصطناعي يتحدى ببجاحة أنه يفكّر عنا، يقرر عنا، ويعرفنا أكثرَ من أنفسنا؛ الذكاء الغبي لا يعرف عنا إلا القليل؛ لا يعلم مثلاً أننا ارتحنا منه لعدة ساعات، حين انقطع وتهكّر عالمُه، لا يعلم أن بعضنا تشفّى فيه، ولعن والديه، ثم بعد سويعات.. عاد وبكى عليه.. وبوّس عينيه!!
ساعات.. لا واتس آب، ولا انستقرام، ولا حركات.. كاد الجفاف أن يذهب بقلوبنا، وعقولنا..!!
معظم منصات التواصل الاجتماعي توقفت، فاهتزت الأرض وربت.. لكنها لم تنبت شيئاً؛ غير شماتة تويتر والتيك توك.. ربما.
منذ زمن تسعى الفيس بك لاحتكار كل شيء.. ما حدث يقول لنا إن مزايا الاحتكار لا تقارن بسلبياته؛ الاحتكار خطير وغير صحي، يمكن أن تقف الحياة بسببه يوماً ما؛ بالنسبة لي.. أرى أن الاحتكار يفوّت ثمرة المنافسة التي يقطفها المستهلك غالباً.. هل أبدو درامياً، ربما.. مثل أصحاب نظرية المؤامرة؛ يقولون إن وراء أكمة التهكير ما وراءها، يقولون إن جماعة الفيس بك تقصدوا فعل ذلك، هرباً من المحاسبة القادمة، يبدو الأمر صعب التصديق، لكن جماعة المؤامرة يحبون أن يصدقوه.. وأنا أغيظهم بالقول: ربما.
تويتر دخل لعبة المنافسة، وقدم وجبات مجانية لستين مليوناً انضموا له خلال فترة الانقطاع، الاصطياد في الماء العكر! بطون المشتركين لم تمتلئ... ولم تتوعك أيضاً.. وجبة تويتر خفيفة، سهلة الهضم، لأنها افتراضية ربما.
مارك زكربيرق خسر مليارات في ساعات، والمنافسون لم يخفوا شماتتهم.. قد يحصل لهم ذلك، وقد يشمت فيهم من شمتوا به، الدنيا دوارة، ونحن لا يهمنا هذا كثيراً، نجد فيه بعض التسلية، لكن الحيتان تكسب في النهاية، كلهم تجار، كلهم حيتان.
أتذكر الآن تنافساً مشابهاً بين شركات الاتصال لدينا؛ (شركة حديثة أصدرت إعلاناً بعرض رمضاني مميز، تحدث الجميع عنه، ردت الشركة المنافسة «الأقدم» بإعلان مستفز، يقول في ما معناه: ما نفعُ العرض إذا لم يكن لديك شبكة؟! يقصدون الشركة الحديثة التي ردت لاحقاً بإعلان في صفحة كاملة: «اللهم إني صايم»). الصحف استفادت من الإعلانات، ونحن ضحكنا على التراشق الشقي، أعجبنا الخطاب التنافسي، وكنا نتشفى نوعاً ما، من هذه الشركات التي تحصد جيوبنا حصداً، ولا تزال.. حين انقطعت خدمات الفيس بك، شعر عدد منا بشعور مشابه؛ يشبه الشماتة من هذه المنصات التي تحصد أعمارنا حصداً.
بدأت علاقتي بالإعلام الجديد أيام المدينة؛ أعني الصحيفة.. ناداني حجّي جابر، ليطلعني على موقع اجتماعي جديد ومذهل؛ الفيس بك.. بعدها بعام أو يزيد افتتحت فيه حساباً.. ساعدني صديقي بندر العتيق (تعرفون معنى ساعدني هنا: أي فتح لي الحساب بنفسه)، ولا يزال الحساب قائماً؛ ثلاثة عشر عاماً من الفيس بك، وعشرة في تويتر (تلك هجرة كاملة)؛ كنت أشاهد العصفور الأزرق أيامَ بريطانيا في كل مكان، لم أكن أعرف المقصود به، وحين دخلتُ عالمه، أعجبني التغريد؛ والتغريد معنى حيادي كما تعلمون، فقد يكون تغريدَ طائر، وقد يكون تغريداً يشبه تغريد صاحب امرئ القيس!
حين كتبت القيس في الجملة الأخيرة؛ غيّرها المصحح الآلي إلى (فيس)، المصحح الذكي غبي.. لا يعرف كلمة قيس، كلمة (فيس) تبدو مألوفة له... فاقترحها، واقترح رمزاً لصورة وجهٍ مستدير أصفر (إيموجي).. الإيموجي عالم رمزي في هذه المنصات، والملصقات والميمز وغيرها... الذكاء الاصطناعي يتحدى ببجاحة أنه يفكّر عنا، يقرر عنا، ويعرفنا أكثرَ من أنفسنا؛ الذكاء الغبي لا يعرف عنا إلا القليل؛ لا يعلم مثلاً أننا ارتحنا منه لعدة ساعات، حين انقطع وتهكّر عالمُه، لا يعلم أن بعضنا تشفّى فيه، ولعن والديه، ثم بعد سويعات.. عاد وبكى عليه.. وبوّس عينيه!!