منظومة القيم الأخلاقية والمواقف الفكرية ووجهات النظر المجتمعية.. هي مجموعة من المحيطات الضخمة..حيث (القيم) موجات عميقة تتولى القيادة.. و(الأفكار) أنهار صغيرة مؤثرة هامشيًا.. أما (وجهات النظر) لغالبية الناس فهي المعادلة الكبرى للقيم والأفكار.
** عصر الرقمية والمشاهير:
اليوم نشهد الكثير من الظواهر الجديدة منها ما يسمى بالمشاهير.. فكيف يولدون؟ بعض الأشخاص المؤثرين محليًا غير معروفين عادة إلا أن خبرتهم في قضية معينة وتركيزهم عليها يكسبهم تأثيرًا كبيرًا على رأي الجمهور.. إما بتعزيز بعض المفاهيم الموجودة مسبقًا أو تحفيز المواقف الكامنة و(تفعيلها) عند الشباب لحثهم على اتخاذ سلوكيات جديدة.. مثلًا بسرد القصص المثيرة بغض النظر عن كونها حقيقة أم لا.. وتتحول شخصية الشاب أو الشابة رويدًا رويدًا.. فيكون بإمكانهم التلاعب والإقناع والضغط على شرائح كبيرة ليبرز تصنيفهم فجأة أمامنا بأنهم من المشاهير!
** جيل الألفية والجمال:
هو جيل حريص على الشكل والجمال بدرجة استثنائية.. من سماته الخاصة نزعة الإعجاب بجاذبية المشاهير حيث يعتبرهم (النموذج الأول).. علم التسويق وظف هذه الاستراتيجية في مجالات عدة كالسفر والسياحة والكافيهات والمطاعم والأزياء في كل وسائل التواصل الاجتماعي.. فأصبح الأشخاص المؤثرون هم الأداة التسويقية الأكثر أهمية.. الأمر الجدير بالإضاءة هنا أن الجمهور (الأصغر سنًا) أكثر المتأثرين بالمشاهير فهو مهتم جدًا بالتواصل معهم على الشبكات الاجتماعية طمعًا في (تفاعل شخصي أكبر).. ويتجلى ذلك بشكل مرتفع -على وجه الخصوص- في عالم الموضة والمكياج.. ونقدر نقول: انستا.. آنستنا!
** على هـامش الألف والياء: - شئنا أو قررنا ألا نشاء.. البوصلة الأخلاقية غدت رهن تأثير المشاهير وهم يستحوذون على جل وقت وانتباه والأهم ثقة الشباب. - الشباب كنز طاقة لا نهائية من الخيال والأفكار والإبداع.. وهم الرهان المستقبلي الأول لإحداث تغيير إيجابي واستحداث عالم أفضل.
* الرأي العام هو الابن الشرعي للإعلام.. فهل يمكن للإعلام -قبل أن يغدو جيل الألفية ناطقًا بلغة لا نفك حروف أبجديتها- أن يبادر لأداء رسالته بتسليط مناراته على (القدوة)؟!