Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فوضى التأليف

A A
الكتب ظمأ نفوسنا وأرواحنا، ينابيع تتدفق منها جداول وأنهار تنمي ثقافتنا ومعارفنا تجعلنا ننظر للأمور بعقل وبصيرة، ومن زوايا مختلفة نستفيد من تجارب الآخرين ونكتسب خبراتهم.

فتجئ معارض الكتب التي تقام بين الحين والآخر؛ تظاهرة ثقافية، وفرصة لتسويق إصدارات الكتب الجديدة، وتسهل على القراء والباحثين الحصول على ما يريدونه بإلاضافة إلى التقاء المثقفين، وإقامة الأمسيات الأدبية والشعرية المختلفة.

لكن من الملاحظ انتشار ظاهرة تأليف الكتب في كافة المجالات الإبداعية من الرواية والقصة والمقال والشعر، وغيرها من الإصدارات التي امتلأت بها دور النشر ومعارض الكتب المختلفة، فالجميع يتسابق لخوض هذا الميدان بمن فيهم حديثو التجربة متجاوزين أساتذتهم وجيل الرواد الذين سبقوهم بعقود من الزمن، ولهم صولات وجولات مع الجوائز والمشاركات المتعددة، والأمسيات المختلفة داخل المملكة وخارجها، وهذا لا يمنع من أن لديهم مواهب وأفكارًا، لكن الاستعجال وعدم وجود الخبرة الكافية أدت إلى عدم نجاح بعضها.

ولم يتوقف التأليف عند هذا الحد، فنجد من ركبوا مع هؤلاء القوم وساروا على دربهم، وألفوا كتب خواطر أو هاشتاق لتغريداتهم والتي لم تجد تفاعلًا أو إعجابات أو حتى التي لم تلقَ استحسان متابعيهم في برامج التواصل الاجتماعي، ليتجاوز ذلك إلى إصدارات تحمل أسماء وعناوين غريبة (كيف تقتل زوجتك، أصدقائي الكلاب، وغيرها...) الهدف منها شد القارئ ومحاولة جذب انتباهه.

تلك الكتب التي يتحمل مؤلفوها كافة مصاريفها حتى ترى النور، ثم لا يوجد إقبال على شرائها، سوى الظهور الإعلامي من تدشين كتاب أو حفلة توقيع لمؤلَف، فوزعت على شكل إهداءات أشبه بكروت الزواج قد تقرأه أو تضعه على مكتبك أو ترمي به في سلة المهملات.

لذا ينبغي أن يكون هناك شرط جزائي على تلك الإصدارات في حالة عدم نجاحها تعلن دور النشر في حساباتها عن فشلها، ويتوجب سحبها فورًا على حساب المؤلف من أماكن بيعها على نفقته الخاصة، لكي لا تزاحم الكتب القيمة وتشتت ذهن القراء والمثقفين الذين تستهويهم قراءة الكتب، ولابد أن يعلم الجميع أن أي إصدار لا يكون الهدف منه المنفعة العامة، أو تلتقطه الأيدي وتبحث عنه الأعين، وتتحدث عنه الألسن وينتشر خبره هي كتب لم تحقق الفائدة المرجوة، وذهبت جهودهم أدراج الرياح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store