Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«البنت الثرية» لم تعد حلماً للجيل الجديد

A A
خلُصت دراسة قامت بها جمعية المودة للتنمية الأسرية بعنوان «معايير اختيار شريك الحياة وأثرها في تحقيق التوافق الزواجي»، أن 50% من أفراد عينة الدراسة اختاروا شريك حياتهم بسبب معيار الخُلُق، و28% منهم بسبب التدين، بينما كان معيار الجمال في المرتبة الثالثة بنسبة 13,7%، في حين كان معيار الغِنى بالمرتبة الأخيرة بنسبة 0,3%.

وعزا الباحث حصول معيار الجمال على مرتبة وسطى إلى الوعي والإدراك الذي يتمتع بها أفراد العينة من أن الجمال لا يكفي وحده، ولا يكون جمالاً يستطاب ويستلذ به ما لم يصاحبه خلق وتدين، وهذا يتفق مع ما جاء في السنة النبوية من قول المصطفی عليه الصلاة والسلام: «لا تتزوجوا النساء لحُسنهنّ فعسی حسنهن أن يرديهن..» صحيح ابن ماجه.

ويرى الباحث كذلك أن مجيء معيار المال في المرتبة الأخيرة كان متوقعًا، ومؤكدًا على أن ما يشاع في المجتمع من بحث الشباب عن ذوات الأموال والثراء من أجل الزواج، أو تردد الفتيات في القبول بالزوج لأنه ليس من ذوي الأموال وأصحاب الثراء، كل ذلك غير صحيح وهو خلاف الواقع.

73 % يؤيدون الزواج عن طريق الأقارب

بيَّنت نتائج الدراسة أن 73% من أفراد عينة الدراسة، كان زواجهم عن طريق الأهل والأقارب، و11,4% منهم كان عن طريق المعرفة الشخصية، بينما 0,8% عن طريق الخاطبة.

وأشار الباحث إلى أنه من خلال ذلك، تبيَّن أن الطريقة المفضلة والغالبة في اختيار شريك الحياة هي الاختيار عن طريق الأهل والأقارب، ويعود ذلك إلى طبيعة المجتمع المحافظة والمترابطة، ومدى تأثير العادات والتقاليد على طبيعة الاختيار، بينما جاء الاختيار عن طريق الخاطبة في المرتبة الأخيرة، وهذا خلاف ما هو شائع بين أوساط المجتمع عن الخاطبة ودورها في التزويج.

63,7 % من المشكلات الزوجية بسبب سوء الاختيار.

أوضحت نتائج الدراسة كذلك، أن مستوى التوافق الزواجي بين أفراد العينة كان متوسطًا لدى 63,7% منهم، ومنخفضا لدى 16,5%، بينما كان 19,6% منهم مرتفعًا.

وأشار الباحث إلى أن أسباب انخفاض التوافق الزواجي أو انعدامه يعود إلى عدة عوامل، من أهمها التسرع في الاختيار الزواجي، الذي يؤدي بدوره إلى عدم وضوح الأدوار الزوجية الواجبة على كل طرف، والسلبية في التعامل مع المشكلات الزوجية البسيطة والتي لا ينبغي أن تؤثر على الحياة الزوجية، بل ينظر لها کخبرات حياتية يتم الاستفادة منها كأساس قوي ومتين في التغلب على مشكلات أكبر.

ونظر الباحث إلى أن نسبة متوسطي التوافق الزواجي التي بلغت ( 63,7% ٪) على أنها نسبة إيجابية ويمكن الاستفادة منها وإنماؤها عبر برامج إرشادية متخصصة لرفع التوافق الزواجي وتحقيق الانسجام والتناغم، معللاً ذلك إلى أن المجتمع السعودي مجتمع قادر على تحقيق التوازن والرضا الزواجي، رغم ما تعانيه الأسر من انفتاح على الإعلام الجديد بسلبياته التي طغت على إيجابياته.

كما يرى الباحث أن مرتفعي التوافق الزواجي الذين بلغت نسبتهم (16,5%)، لا يعني توافقهم انعدام الخلافات الزوجية كُلّية، ولكنهم استطاعوا تحقيق التوافق الزواجي.

يشار إلى أن (المودة) جمعية تنموية غير ربحية متخصصة في تعليم وتدريب وإرشاد وإصلاح وتوعية الأسرة، من خلال مبادرات تنموية مستدامة، كما تسعى إلى تكوين بيئة أسرية صحية وآمنة للأبناء بعد انفصال الأبوين يسودها الاحترام المتبادل، كذلك تسعى لأن تكون المرجع الأول لقضايا الأسرة والإسهام في طرح أفضل الحلول الإستراتيجية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتعلقة بالأسرة وتأهيل أفضل الكفاءات من المختصين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store