بعدما حقق حلمه بالعودة إلى عشقه برشلونة كمدرب بعد تألقه في صفوفه كلاعب، سيكون على تشافي هرنانديس معالجة خمسة أمور في النادي الكاتالوني من أجل إعادته الى السكة الصحيحة.
وحسم برشلونة فجر السبت التعاقد مع لاعبه السابق للإشراف عليه لما تبقى من الموسم الحالي والموسمين القادمين خلفاً للهولندي المقال رونالد كومان، وذلك بعدما سبقه الى ذلك السد القطري الجمعة بالاعلان عن توصله لاتفاق يقضي برحيل مدربه الإسباني الى «كامب نو».
وبحلوله بدلاً من لاعب سابق أيضاً في صفوف «بلاوغرانا» بشخص كومان، سيكون تشافي أمام مهمة شاقة، حيث يعاني برشلونة من أزمة مالية خانقة بسبب الديون التي يعود جزء منها الى الراتب الضخم للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الراحل عن النادي الى باريس سان جرمان الفرنسي الصيف المنصرم لأن الأخير لم يعد قادراً على تحمل عبء راتبه.
ويحتل برشلونة حالياً المركز التاسع في الدوري الإسباني بعد فوزه باثنين فقط من مبارياته السبع الأخيرة. وتلقي وكالة فرانس برس نظرة على 5 أمور يجب معالجتها في «بلاوغرانا»: تقليص الفجوة مع رباعي الطليعة، حيث إن الوضع المالي الصعب الذي يعاني منه برشلونة يعني ببساطة أن ليس باستطاعة النادي تحمل تبعات عدم التأهل الى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
الأمر الأول هو أن ديون النادي تبلغ 1.35 مليار يورو (1.57 مليار دولار) وأي محاولة لإعادة البناء مالياً وعلى أرض الملعب ستعتمد على المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل.
الأمر الثاني أن برشلونة أنعش حظوظه بالتأهل الى ثمن نهائي دوري الأبطال بفوزين توالياً على دينامو كييف الأوكراني، وذلك بعد خسارتين مذلتين بنتيجة واحدة صفر-3 أمام بايرن ميونيخ وبنفيكا.
لكن ما زال هناك عمل يتعين القيام به، إذ على برشلونة السفر الى ميونيخ لمواجهة بايرن في الجولة الأخيرة بعدما يستضيف بنفيكا في 23 الحالي. الأمر الثالث تحسين أسلوب اللعب، إذ تركزت أبرز الانتقادات الموجهة الى كومان على أسلوبه في اللعب، حيث افتقرت العديد من العروض إما إلى الإبداع أو الشعور الواضح بالخطة. قد لا يملك برشلونة مواهب مماثلة للتي تمتع بها أيام تشافي، أندريس إنييستا وميسي، لكن لا يزال هناك مجال لتحسين الأداء الحالي.
الأمر الرابع الاعتماد على المواهب الشابة، حيث إن من أبرز إنجازات كومان أنه روج لمجموعة موهوبة من الشباب، وسيكون التحدي الآن أن يستفيد تشافي الى أقصى حد من إمكاناتهم، ومن ضمنهم أنسو فاتي وبيدري ورونالد أراوخو وسيرجينيو ديست وغافي ونيكو غونزاليس وأليكس بالدي.
الأمر الخامس هو أن انتقال ميسي إلى باريس سان جرمان في أغسطس تسبب بفجوة هائلة في برشلونة، حيث كشف غيابه عن الشقوق التي غطاها الأرجنتيني لفترة طويلة.
لقد عانى برشلونة من أجل تسجيل الأهداف هذا الموسم في ظل عدم الثبات في أداء الهولندي ممفيس ديباي ومحدودية المساهمة الهجومية لمواطنه لوك دي يونغ، لكن كان هناك أيضاً نقص في الإيمان.
وطالب كومان باستمرار بتوقعات واقعية، لكن تقييمه المتشائم كان يقترب من الانهزامية في بعض الأحيان.
قد لا يتمكن برشلونة من تحمل التوقيع مع نجم مثل الفرنسي كيليان مبابي لملء الفراغ، لكن في الوقت الحالي يبدو أن اللاعبين يحتاجون الى بعض الثقة لتدبير أمور الفريق بأقل كلفة ممكنة وقيادته الى تحسين نتائجه ومعها أزمته المالية الخانقة.