حذر عضو الكونجرس الأميركي البارز عن الحزب الجمهوري، تيد كروز، من أن هناك مؤامرة جديده تستهدف الشرق الأوسط إحدى أدواتها الإخوان المسلمون، وقال في خطاب له في قاعة الكونجرس «في عهد إدارة أوباما/ بايدن كانت السياسات التي وضعت فيما يتعلق بالشرق الأوسط كارثية لحلفائنا في المنطقة.. دعموا الإخوان المسلمين وانتقدوا الحكومات العربية التي حاولت قمع المتطرفين الدينيين.. دفعوا باتجاه اتفاق أوباما النووي الإيراني الكارثي.. الذي وضع آيات الله على طريق السلاح النووي... وبالطبع إدارة أوباما/ بايدن لم تخبر الأميركيين ولا الكونجرس بما كانوا يفعلونه»، وأضاف أنه يتكلم الآن لأن «التاريخ يعيد نفسه» ولأنه «قلق للغاية من أن إدارة بايدن/ هاريس تعود الى أسوأ السياسات في العالم، وأسوأ تكتيكات سنوات أوباما وستكون العواقب هذه المرة أسوأ من السابق.. مرة أخرى إدارة بايدن/هاريس تعزز الإخوان المسلمين والجماعات الدينية المتطرفة في الشرق الأوسط، ويفككون الضغط على إيران، ومرة أخرى يخفون هذه التفاصيل عن الكونجرس، لا يريدون الكونجرس أن يعرف، ولا المواطن الأميركي».
أواخر عام 2010 وبدايات عام 2011 فوجئ العالم العربي بانتفاضات غير مسبوقة بدأت من تونس حيث دفعت رئيس الجمهورية زين العابدين بن على للاستقالة وانتقلت بعدها شرارة تلك الانتفاضات الشعبية الى ليبيا مهددة نظام العقيد معمر القذافي، وحين بدا أن القذافي لن يتنحى عن السلطة بسلاسة شن حلف الناتو غارات مكثفة استهدفت النظام الليبي وقضت عليه وشجعت الناس التي خرجت الى شوارع ليبيا على قتله.
أما حسنى مبارك في مصر فإنه تلقى اتصالاً من الرئيس الأميركي أوباما نفسه دعاه للتنحي عن السلطة عندما تبأطأ في ذلك، ومعروف ما حدث في اليمن وسوريا.. وكان من الواضح أن العناصر التي تم دفعها لتغيير الوضع العربي تكونت بشكل رئيسي من إيران والإخوان المسلمين بمساعدة بعض القنوات التلفزيونية.. لذا فإن كان الأميركيون أو «النظام الليبرالي العالمي» يرغب في تكرار المحاولة السابقة لما سمي «بالربيع العربي» فإن الثلاثي الذي استعان به في محاولة تدمير النظام العربي كما نعرفه، وإحراق وهدم المدن العربية سيكون ضمن الباقة التي سيستخدمها هذه المرة أيضاً.. والملاحظ أن الحركات الإسلامية، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين، ونظام الملالي في إيران لا يؤمنون بالديموقراطية التي يقول «النظام الليبرالي العالمي» أنه يستهدف تحويل المجتمعات في مختلف أنحاء العالم لتبنيها.. إذ حرصت التيارات الإسلامية هذه، بما فيها نظام ملالي إيران، على معاداة الديموقراطية وجعلت كثيرين من أتباعها يرون فيها كفراً وإلحاداً وخروجاً عن خصوصية التراث الديني والثقافي لتاريخهم.. وما حصل في سوريا وليبيا واليمن أن (ربيعها) أدخل هذه البلدان في حروب أهلية أرجعتها عشرات السنين الى الوراء بسبب الدمار والتشريد والتهجير وجذب تدخلات أجنبية أصبحت بمثابة احتلال واستعمار.. وبرزت تيارات إسلامية أكثر راديكالية مثل داعش والنصرة وظهور دولة الخلافة الداعشية مع الحلم الأردوغاني باستعادة بعض أمجاد الإمبراطورية العثمانية.
الازدهار الاقتصادي يؤمّن قوتاً للناس ويوفر الفرصة لمزيد من الحريات، والشعوب تبحث عن الاستقرار والأمن لا أن تتحول الى جماعات مهاجرة في أوربا، بينما يسعى الإخوان المسلمون والتيارات الإسلامية الى إحداث ما يعتقدون أنه صحوة إسلامية جديدة تمكنهم من الحكم ودفع المجتمع الى نبذ كل الحداثة والتوجه الى بناء الإمبراطورية الإسلامية، التي يبشرون بها، بينما يسعى نظام الملالي الإيراني الى تحويل البلاد العربية الى مستعمرات تابعة لهم.. فهل يعتقد مخططو «النظام الليبرالي العالمي» أن خططهم ستؤدي الى القضاء على ملالي إيران وقيادات الإخوان وما شابههم بعد أن تتمزق المجتمعات العربية وينهار بنيان شعوبها؟.. من المؤكد أنها أحلام أكاديميين ليبراليين غائبين عن الوعي وواقع الدنيا.