صادف الاثنين 3 /4 /1443هـ الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم في البلاد ومنذ ذلك الحين والسعودية في سباق مع الزمن لتكون نواة عالمية بمبادراتها التي عنيت فيها ليس بهموم الوطن فحسب بل بالعالم أجمعه؛ وليس أدل على ذلك من الحراك البيئي لحماية الكوكب من التغيير المناخي والمبادرات المتنوعة ومنها إطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرات (السعودية الخضراء و(الشرق الأوسط الأخضر) و(الشباب الأخضر). وفي هذا الحراك استقطب العالم وحرك البوصلة العالمية اتجاه الرياض العاصمة.. فحضر الرؤساء والتنفيذيون من أكثر من 120 دولة وقفت مشدوهة بهذا الحراك البيئي الذي لم يلقَ اهتماماً من زعماء دول كبرى وبُحت أصوات الناشطين في كل عواصم العالم التي كانت تقام فيها (قمم المناخ) وبلا حراك فعلي للحد من التلوث، واستمرت ماكينة المصانع في أوربا، وأمريكا، والصين، وروسيا وأكثرها يعتمد على الفحم الحجري الذي ينتج كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون.
نعم لقد شهدنا كوارث طبيعية في السنوات الأخيرة بسبب زيادة حرارة الأرض ووصول درجة حرارة الجو لأكثر من 50 درجة، وحرائق الغابات، والأعاصير وفيضانات وزلازل دمرت الحجر والبشر.. كل ذلك لجشع الإنسان الذي تنمر ضد الطبيعة، ولكن سبحان الله انخفضت تلك الانبعاثات الكربونية فترة الحجر إلى 10% مما أدى إلى تحسن بيئي كبير وسعدت الأرض والمخلوقات.. والحقيقة منذ أن أصبحت السعودية عضواً في مجموعة G20 تحملت مسؤوليتها العالمية في الحفاظ على الكوكب؛ ففي الوقت الذي لم تحضر دول كبرى قمة المناخ في غلاسكو إسكتلندا ولم توقع أخرى على معاهدة خفض الإنتاج بالوقود الأحفوري مثل الصين وروسيا وأستراليا والبرازيل نجد السعودية تشارك في كل المؤتمرات العالمية في إيطاليا في مجموعة العشرين، وفي غلاسكو بوفد افتراضي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبعضوية سمو ولي العهد وغيره من الوزراء؛ وحضورياً بتمثيل سمو وزير الخارجية فيصل بن فرحان مما يدل على اهتمام السعودية بالبيئة العالمية.
وقامت السعودية بمبادرتها التي تعتبر خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي حيث تستهدف تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م وتشجير أكثرمن 450 مليون شجرة، وتأهيل الأراضي المتدهورة وتخصيص 20% من إجمالي مساحة المملكة لتكون مناطق محمية.. بل ستكون هناك تحالفات للانضمام للاتحاد العالمي للمحيطات، وتحالف للقضاء على النفايات البلاستيكية والوصول للحياد الصفري في عام (2060م) من خلال الاقتصاد الدائري للكربون. كل تلك المبادرات وغيرها كثير ستحقق بإذن الله فرصاً لتنمية (الاقتصاد الأخضر) وأخرى استثمارية للطاقة المتجددة، وإدارة المياه، والنفايات، والتنوع الحيوي.
وحقيقة تعتبر هذه المبادرة حقبة جديدة في الدبلوماسية السعودية، فالمناخ والتعاون الدولي مهم في التركيز على المشتركات الإنسانية. وإن إيران واسرائيل عليهم تفهم أن تخصيب اليورانيوم لا بد له من حدود فالاستخدام السلمي لا يحتاج للطاقة النووية العالية!، كما لابد من الحد من قطع الغابات في الأمازون لأنها رئة العالم، بل لا بد من الوعي أن الحفاظ على البيئة هو للحد من المجاعات التي تهدد البشرية. وهنا لابد من تخصيص جوائز لأفضل الدراسات في الجامعات السعودية عن زيادة الغطاء النباتي، والتقليل من نفايات البلاستيك، والزيادة في الإنتاج الزراعي وتخصيب التربة والاستفادة من المياه خاصة بوجود أجواء ملائمة للزراعة في تبوك وجيزان والأحساء.. وبذلك نحقق الاكتفاء الذاتي.
بل لا بد أن يشمل التشجير إشراك طلاب المدارس فيشعروا بالانتماء للوطن ونشر الوعي لديهم بأهمية المحافظة على البيئة.
بل لابد من التحرك الفعلي لإدارة النفايات والتقليل من غاز الميثان وتوفير الملايين، ووضع اشتراطات جديدة في كود البناء بتوفر حديقة لكل منزل بل لكل عمارة سكنية، ونشر ثقافة الاهتمام بالنباتات الداخلية والخارجية على المستوى الاجتماعي.
ونقطة مهمة وهي الحد من الاستيراد الصيني للمنتجات الاستهلاكية الورقية في المناسبات لكثرة النفايات الناتجة عنها.
نعم هذه هي السعودية وصلت لتكون نواة لبيئة عالمية متجددة.