رواتب بدون سقف شفافية تضبطها المعايير

تترقب الأوساط الرياضية، قرار اتحاد كرة القدم ، بخصوص عقود اللاعبين، فيما تعلق بسقف الرواتب، والمعلومات تؤكد أن اتحاد كرة القدم، وبعد أن وضع ثلاث خيارات أمام الأندية، استقر على فتح سقف الرواتب.

وفي ذلك محاكاة لما هو قائم لدى غالبية الاتحادات حول العالم، ولكن ذلك يكون بضوابط ومعايير محددة، خاصة، كما في الدوريات الكبرى، ومن أهمها ارتباط عقود اللاعبين بميزانية التعاقدات في النادي.

إن تحديد سقف الرواتب، كان يفرض على الأندية الدفع من تحت الطاولة، لإرضاء النجوم، ويكبل الأندية بعد ذلك بمبالغ وتراكمات مالية، تدفع الإدارات المتتالية ثمنها غالياً، مع العلم أن كل شيء يكون معلناً، لكن اتحاد الكرة يقف أمامها عاجزاً عن اتخاذ أي قرارات.

«المدينة» استطلعت آراء عدد من المختصين في هذا المجال، وكان حديثهم كما يلي:

دبلول: تأخر كثيرًا

وصف مدير الاحتراف سابقًا بنادي الوحدة ووسيط اللاعبين الحالي عبدالعزيز دبلول قرار فتح سقف الرواتب للاعبين المحترفين المرتقب، بأنه قرار يخدم رياضة وطن، وقد تأخر كثيرا.

وتابع دبلول في حديثه لـ»المدينة»، لا يوجد على المستوى العالمي ما يسمى حدا أعلى لرواتب اللاعبين، صحيح هناك حد أدنى للحفاظ على حقوق اللاعبين ولكن لا يوجد شيء اسمه سقف للرواتب.

وقال وسيط اللاعبين الحالي، إن الاتحاد السعودي، سلك الطريق الصحيح لمواكبة الدوريات الكبرى، لرفع قيمة اللعبة، لأن اللاعبين يختلفون من حيث المهارة والقيمة الفنية، وبالتالي لابد أن يكون هناك اختلاف في القيمة المالية من لاعب إلى آخر.

واستدرك دبلول قائلًا «لكن هذا القرار يحتاج إلى موازنة مالية، مع تقديم قوائم مالية للاتحاد المحلي للحد من الديون وعدم تكرار الأخطاء السابقة في تحميل الإدارات كوارث مالية تسبب صداع لكل من يأتي لرئاسة النادي وبلا شك الجميع يعرف بأن الأندية يكون رؤساؤها متطوعين ولايوجد احتراف حقيقي وهذا ما يؤخر عملية الاحترافية في تطبيق لوائح الاحتراف بشكلها الصحيح.

وأضاف بحكم عملي السابق كمدير احتراف، فإن الأندية كانت متضررة وتعاني بسبب ما يدفع خارج العقد بطريقة أو بأخرى تكون هناك ثغرة يستغلها الوكيل ويحمل النادي مبلغ أكثر مما يحتمل.

وأكد دبلول على أن القرار مفيد للأندية من مبدأ الشفافية في العقود وعدم الخوض في مزايدات مشبوهة.

فوال: مع القرار

قال لاعب المنتخب السعودي والاتحاد سابقا الكابتن عبدالله فوال، إن رفع سقف رواتب اللاعبين السعوديين المحترفين، أمر جيد ومواكب للدوريات العالمية، وهذا المتطلب لكي يصبح الدوري مميزا ومنافسا، وأن يكون هناك عرض وطلب، وليس من المنطق أن يكونوا جميع اللاعبين سواسية في القيمة المادية.

وقال فوال: « لأبد أن نكون مواكبين للكرة العالمية، وأن يكون هناك نهج واحد، فأغلب الدوريات العالمية لايوجد به حد أعلى في السقف الاحترافي، وكرة القدم عرض وطلب «.

وشدد فوال على ضرورة إيجاد مداخيل كافية للأندية للقدرة على شراء اللاعيبن، حيث قال: «لابد أن تقوم جميع الأندية بتزويد مداخليها المادية، سواء التعاقد مع شركات أو الحضور الجماهيري أو توفير الرعاة».

وشدد فوال على عدم المبالغة في القيمة المالية للاعيبن، قائلاً: «ويجب عدم المبالغة في القيم المالية، وإعطاء لكل حق حقه، وكرة القدم في الوقت الحالي، الآن عبارة عن تجارة وعرض وطلب».

المحمدي: يحد من السمسرة

قال عبدالله المحمدي وكيل اللاعبين، إن قرار جعل رواتب اللاعبين بدون سقف، إيجابي، ولكن يجب أن يكون هذا القرار مربوط بشروط وبنود تحفظ الحقوق المشتركة بين جميع الأطراف من أندية ولاعبين ووسطاء بأرقام معينة وواضحة.

وأضاف، ومن وجهة نظري قرار كان يستحسن تطبيقه منذ فترة للحد من السمسرة وأيضًا للشفافية في العقود المبرمة والحد من عمليات الاحتيال التي تكون مدمرة للأندية وتؤدي إلى تراكم الديون.

ونتمنى أن يكون هذا القرار مفيدا للاعب للالتزام بالتمارين والانضباط خصوصا أن القرار بفتح السقف وعدم تحديده يضع اللاعب في وضع أفضل من السابق.

علما بأن صيغة العقود تعتمد على الثبات فمثلًا كان اللاعب يحصل على مليون وخمسمئة كحد أعلى كمقدم عقد ولكن لايجوز أن يتحصل على هذا المبلغ إلا إذا كان العقد ثلاث سنوات وهذا الأمر الكثير من المتابعين يجهلون تبعات هذا القرار سابقا والأمور سوف تتحسن مع تطبيق هذا القرار.

العنزي: يضبط الاستثمار والإدارة

واعتبر فلاح العنزي وكيل لاعبين، أن قرار فتح سقف الرواتب، صائب من مبدأ الشفافية ووضوح العقود وتكون العقود صريحة، ويحارب الدفع من تحت الطاولة، وأيضا يرفع كفاءة الإدارة والاستثمار.

وتابع أن جعل الرواتب بدون سقف يجلب مداخيل للنادي وهذه من الأشياء الإيجابية في مسألة فتح سقف الرواتب خصوصًا مع عمل التشريعات الجديدة التي أقرتها وزراة الرياضة ونظام الحوكمة لزيادة الفاعلية الإدارية بالأندية.

وأضاف، من هنا تكون الأمور واضحة فيما يخص الرواتب وأيضا يفعل عمل رابطة دوري المحترفين وتعرف آلية الرواتب، وأيضا زيادة العمل الجماعي في الأندية.

وعدم الركون إلى العمل الفردي ، بحيث يكون العمل مرتبط بشخص واحد فقط، وأيضًا ضبط وربط للمصروفات بحيث توازي المدخولات.

وأكد العنزي أن هذا القرار، يساعد الأندية على التعامل وفق ميزانيات مالية محددة، كما يحدث في الدوريات الكبرى، وهنا يتم تفعيل دور الرابطة في الدوري وتفعيل دور مديري الاحتراف بالأندية وأيضا دور الاستثمار ويكون هناك انتشار أكثر واستقطاب موارد أكثر للأندية وأخيرًا إن هذا القرار يضمن الشفافية والوضوح، ومن سيكون لديه تنظيم جيد، سيكون من أكثر الأندية استفادة من هذا القرار.

العبدلي: القرار يخدم الجميع

أبدى عصام العبدلي وكيل لاعبين استغرابه من وجود سقف محدد لرواتب اللاعبين من الأساس، موضحًا أن اللائحة الدولية لا يوجد بها هذا البند تمامًا.

وأضاف: إذا نظرنا لهذا القرار، نجد أنه موفق ويخدم اللاعب والنادي، لأن المحترف الأجنبي غير مشمول بقرار تحديد سقف الراتب، بينما اللاعب المحلي، يشعر بالغبن من تطبيق تحديد السقف عليه.

ووبين العبدلي أن فتح سقف الرواتب يهدف إلى السيطرة على العقود والقضاء على السمسرة واستشهد على ما حدث في الدوري الصيني.

وشدد العبدلي على أن هذا القرار يخدم الجميع وينظم عمل مدراء الاحتراف في الأندية وسنشاهد في المستقبل القريب الثمار الجيدة بعد تطبيق هذا القرار، من تحسين بيئة العمل في الأندية وكيفية معرفة الجميع لصياغة هذه العقود وطريقة تقديمها.