توتَّرَ الموجُ إذ قلتِ : السَّماءُ لنا
والليلُ يُخفي زوايا شطِّ أبحُرِنا
بعدَ الأصيلِ فضاءُ الشَّمسِ مرتبك
كأنَّما يرفضُ اللَّيلَ المحيطَ بنا
أخشى على الكونِ أن يختلَّ مغربُهُ
بمن أتتْ مشيُها يستوقفُ الزَّمنا
عينانِ كالضوءِ لمْ ينصفْ بريقَهما
جريرُ شعري ولمْ يَشفِ الذي فُتِنا
وصوتُها الماتعُ المبحوحُ مبتهلٌ
إلى سمائي التي تستلهمُ الشجنا
كأنها حينَ تخطو سحرُ أغنيةٍ
البحرُ يسكبها صوتًا شجى الأذُنا
راقتْ لناظرها فارتاعَ مرتبكًا
فضاعَ مِن لبِّهِ حرفانِ ما فَطِنا
مهيبةٌ قد أتتْ والحسنُ يحملها
شراعها ثائرٌ والمقلتانِ سنا
طودانِ فوقهما آثارُ خاصرةٍ
يطغى الشموخُ فينهارُ الذي وهَنا
لمْ يمتلكْ غيرَ أبياتٍ يلحِّنُها
على البسيطِ وبحرُ الحبِّ قد وُزِنا..