كان القائد الموحد والباني العظيم الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- يدرك أهمية البيعة كأساس متين لأركان الدولة باعتبارها العقد الشرعي الصحيح بين الحاكم والمحكوم، وباعتبارها مصدر الشرعية للحكم، ولأجل هذا أحياها، وأمضاها بحسبانها الميثاق والعهد بينه وبين شعبه.. وقد سار أبناء الملك الراحل على هذا التقليد الإسلامي الأصيل في مشروعية الحكم، والذي يعتبر من أهم عوامل الاستقرار الوطيد في بلادنا العزيزة.. ولا يقتصر معنى البيعة على المفهوم الشرعي والعقدي، فهو يعكس أيضًا مشهدًا رائعًا للوحدة الوطنية المتراصة حول وثيقة جامعة تتوحد فيها أفئدة الشعب ومشاعر أبنائه في مبايعة المليك على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره.
اليوم ونحن نحتفل بالذكرى السابعة للبيعة نفخر بما تحقق -وما يتحقق- من إنجازات تنموية ضخمة، خاصة فيما يتعلق برؤية 2030، والذي أمكن لمسه بشكل خاص في مجال الإسكان، وحل مشكلة البطالة، وتمكين المرأة، وهو ما أشار إليه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر حديثه المسهب للتليفزيون السعودي في 27 /04 /2021 حول أهم الإنجازات التي تحققت في الأعوام الخمسة فيما يتعلق برؤية 2030 التي تعبر عن طموحات وآمال القيادة والشعب في بلادنا الغالية.
ولعل أبرز ما تحقق على صعيد الرؤية في ضوء حديث سموه، ارتفاع الإيرادات غير النفطية من 166 مليارًا إلى 350 مليار ريال، كما أن الاستثمارات الأجنبية تضاعفت ثلاث مرات أو أكثر من خمسة مليارات ريال سنويًا إلى 17 مليارًا سنويًا.
وبالأمس القريب، كأحدث إنجازات هذا العهد الميمون افتتح سموه أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، في العاصمة الرياض، بمشاركة دولية واسعة يتصدرها رؤساء وقادة دول وصناع القرار في العالم، والتي تهدف إلى رسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في بادرة تقدمها المملكة العربية السعودية لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان ومواجهة تحديات التغير المناخي وذلك بالتزامن مع مؤتمر جلاسجو للمناخ وبما يؤكد على سعي المملكة لتحقيق أهداف تتجاوز حدودها لتحقيق الأمن والسلام والرخاء ليس على النطاق الوطني فقط، وإنما على النطاق الإقليمي والدولي، وهو ما تؤكده مبادراتها لتحقيق السلام في المنطقة، ودورها في محاربة الإرهاب، وأيضًا مشروعاتها التنموية الضخمة كنيوم الذي يتحقق الآن على أرض الواقع.