يعطي التحليل الرياضي قبل المباراة رواجاً وزخماً إعلامياً مملوءًا بالخطابات المنمقة ونشوة الانتصارات وسرد التاريخ ليعطي للمشاهد والمستمع انطباعاً واستنباطاً من الوقائع والشواهد على صحة ما يقوله بشكل ارتجالي في الكثير من الأحيان دون تتبع المؤثرات المصاحبة والمتغيرات الحاصلة لنجد كل ذلك التحليل يكون بعد المباراة وذكر الأسباب والمسببات، والكثير من المحللين الرياضيين للأسف يستبقون الأحداث بعاصفة رملية تملأ عيوننا بالرمل حتى تنقشع ويبقى تحليل الكبار ثقيلاً صافياً لا تغيره تلك العاصفة والآراء والاستنتاجات الخاطئة، وفي اعتقادي أن جميع التحليلات الرياضية والفنية بعد المباراة صحيحة تماماً لأن الصوت على قدر الألم للكثير من المحللين الرياضيين فأقترح أن يتم قص التحليل الفني بعد المباراة ولصقه قبل المباراة حتماً سنجد الفرق الشاسع في تحليل المتحدث نفسه ولو كانت كل الاستديوهات التحليلية تفعل مثل ذلك الأمر لوصلت العالمية ولأخذ برأي محلليها الفيفا وأكبر المنظمات الدولية فمن يحلل المباراة بذكر الجانب الإيجابي ويغفل عن الجانب السلبي ويعدد الانتصارات ويغفل عن المؤثرات المصاحبة للمباراة كالنقص العددي أو الظروف النفسية والمادية أو انسجام الفريق أو جدية المدرب أو الإصابات أو مواعيد اللقاءات الرياضية ليقوم أخونا في الله بذكرها بعد المباراة فهذا نشاز في القول وخطأ في التحليل الإستراتيجي وبعيد كل البعد عن رأي الخبير الفني والرياضي.
بكل أسف عندما يلعب المنتخب السعودي تكون الاستعدادات قبل اللقاء مليئة بالهيجان والصخب الجماهيري والأهازيج الوطنية والتحليلات الفنية المؤكدة على أننا (جايبين الكأس يعني جايبينه) وعند الهزيمة تنقلب تلك الحالة الهستيرية لحقد وغضب على اللاعبين المغلوب على أمرهم وأنه لم ينقصهم شيء وهذا للأسف سبب خساراتنا للمباريات لأنه لا يوجد هناك من يحلل كل تلك الأمور الفنية قبل المباراة بشكل عقلاني وأكثر دقة فعندما تكون بين الجماهير فأنت لا ترى كما يراه من هو فوق الجماهير ويتابع عن كثب الثغرات ليستنتج الثغرات في المباريات القادمة ليقوم بالإشارة لها وهنا يأتي دور المحلل الرياضي والفني ليلم بأبعاد الأمور ويذكر الماضي والحالي والمؤثرات والعوامل.