* (إيران) ومنذ ثورتها الخمينية عام 1979م لا هَـمّ لها إلا تصدير المبادئ الفكرية المتطرفة لثورتها، وتنفيذ مشروعاتها التوسّعية؛ بحثاً عـن الوصُول لإمبراطوريتها الفارسيّة الصفويّة الكبرى التي تَحلُم بقيامها في المنطقة على أنقاض دولها العربية، التي تسعى لنشر الدمار في مفاصلها بأسلحة منها: التَّدخل في شؤونها وقراراتها السّيادية؛ بزعم دعم أتباع معتقدها؛ والبحث عن مصالحهم وحريتهم المذهبية، محاولة بذلك زرع الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع الواحد الذين يجمعهم رباط الدّين والمواطنة والثقافة.
* ومن أسلحة (إيران) لتحقيق حلمها إنشاء ودعم الميليشيات العسكرية والأحزاب السياسية التي تدين لها بالولاء المطلق، وتخلص جداً في تنفيذ أجنداتها الفكرية والسياسية والتخريبية، التي عنوانها وغايتها: (حتى لا تكون عنصرياً، تُفَرِّقُ بين العَرب، اكرهُـهم جميعاً، ودمِّـر أوطانهم!!.
* و(حزب الله) في (لبنان)، هـو الأنموذج الأبـرز في هذا الميدان؛ فباعتباره (الحاكم الفعلي في (بَيروت)، يجاهد لِــ(فرسنة «لبنان» وتفتيـته)، وعزله عن محيطه العربي، بأدوات منها: (زراعة خلايا تخريبية ترفع رايته، كما حدث سابقاً في «البحرين»، وما أعلنت عنه «الكويت» قبل أيام!
* أيضاً «قادة وسياسيو الحزب وأتباعه وإعلامه» يمارسون ذات الدّور بحرصهم الدّائم على إشعال نيران الأزمات الدبلوماسية بين (لبنان، وأشقائه)، وآخر الشّواهد في هذا الإطار تصريحات (وزير الإعلام جـورج قرداحي)، الظالمة لــ «السعودية» والمنحازة بهتاناً لــ «الحوثيين»، والتي تلتها تسريبات صوتية لـ (وزير الخارجية عبدالله بوحبيب) أنكر فيها جهود (المملكة) الداعمة لـ (لبنان)، واصفاً مجتمعها بـ(السوق الكبيرة للمخدرات)!
* وهنا مابقي (نصــر الله وحزبُـه وأتباعه، وقبل ذلك أسياده في «طهران») يُحكِمون السيطرة على حكومات لبنان وقراراته، فإنّ أزماته ستتواصل؛ لِتبْعِده أكثر فأكثر عـن أشقائه العرب، وتُغرقه في أعماق مستنقع الانهيار الاقتصادي، والفوضى والصَّراعات الطائفية، التي قد تقود للحرب الأهلية –لاسمح الله- !!
* فهلا أدرك (عقلاء لبنان) تلك الحقائق والمُسلَّمَات التي تنطق بها وتبصمُ عليها دلائل ومعطيات الماضي والحاضر؛ ليعلنوا البراءة من «الهيمنة الإيرانية وأذنابها»، ولِيعلنوا «الاستقلال الحقيقي لوطنهم»، وعودته لحُضْن محيطهم العربي، وليدعموا العطاءات الصادقة لشقيقتهم الكبرى (المملكة)، ويكونوا في خندقها وهي الحريصة على أبداً على أمنهم ووحدة صفهم واستقرارهم؛ هذا ما ننتظره، وإلا فوداعاً لما يُسَمَى بــ(لبنان)، (ومَهفّ مِقيط وَارْشاه)!.