Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

مشاهير في الهواء..!

A A
كل يوم يظهر لنا وجه جديد ومثير في مواقع التواصل المختلفة، ينتشر ثم يشتهر ثم يصل إلى (الترند) الذي يحقق له عدد كبير من المشاهدات أو المتابعين، يفوق التوقع وأحيانًا يفوق الواقع والخيال العلمي والعملي، فتتحول حياته من شأن إلى شأن في يوم وليلة، ومع كل هذا التحول والأضواء الكاشفة السريعة يعتقد هذا الشخص أنه مصدر للطاقة أو نبع متدفق من البيانات، ولكن سرعان ما تظهر الحقيقة ويدرك المشاهد والمتابع بأنه ضحى بوقته ونظره لأشياء لا تستحق في معظمها الإهدار للوقت ولو بجزء قليل منه

بعض المشاهير أو بتعبير أدق مدعي الشهرة هم فقاعة من الصابون تكبر وترتفع ثم تتبخر في الهواء وتختفي، تراها واحدة تلو الأخرى، وتجدنا نحدق بأنظارنا ونفتح فمنا من الدهشة والذهول لما نراه من العجائب والغرائب من هذه الفئة التي تنمو يومًا بعد يوم بشكل سريع، أنا لست ضد الشهرة والنجاح ولكني أبحث عن المحتوى المناسب واللائق الذي غاب عن الكثيرين منهم، حتى أصبحت الشهرة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي لمن يكذب أكثر أو من يظهر مفاتنه أكثر أو من يتباهى بكل زيف وخدعة للمتابع من خلال الاستعراض بالملبوسات أو السيارات وغيرها من يتعلق الناس بها بسرعة فائقة سواء من السيدات أو حتى الرجال كبارًا وصغارًا.

تخيلوا لو تعطلت بعض أو معظم هذه البرامج في لحظة ما!! ما الذي نتوقع حدوثه؟ هل سنجد انهيارات في سوق الإعلان!! لا وربي، هل سيخسر التجار؟! لا وربي، هل ستختفي السلع والمطاعم والمقاهي؟! لا وربي، هل سينتهي الكون؟! لا وربي، إذن وجودهم لا يختلف من عدمه، ولكي أكون منصفاً فإن لهم تأثيرا قد لا يتجاوز من 1 - 10% تقريبا على الإعلان حسب معظم المختصين في التسويق والمبيعات في العالم.

إعلان بدون صناعة محتوى، بعيد عن التخصص والدراسة، بعيد عن الخبرة والممارسة، بعيد عن المهنية، فقد يكون مبتذل وقد يكون غير لائق وعشوائي وقد يتعدى كل ذلك، لك أن تتخيل شركات ومؤسسات تسويق بسجلات رسمية ومرخصة من جميع الجهات المختصة ومسجلة في الزكاة والدخل ولها رقم ضريبي ولها موقع تجاري مثبت، ولها كادر وظيفي، ولها ميزانيات سنوية معتمدة، تتنافس مع أفراد لا يمثلون إلا أنفسهم وليس عليهم أي التزامات أو تراخيص تجاه الغير، فكيف تتساوى المنافسة هنا!!

يجب على جميع الجهات المختصة من وزارة الموارد البشرية ووزارة التجارة والاستثمار ووزارة الإعلام والهيئات المختصة مواجهة هذه الظاهرة بمزيد من الحزم، وعدم تمكين أي فرد من العمل التسويقي عبر منصات التواصل الاجتماعي إلا بموجب ترخيص رسمي من خلال الشركات التسويقية المعتمدة وليس غير ذلك، ونرجو أن نجد ذلك عاجلاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store