مهما كانت قوة الإنسان وقدرته تتضاءل أمام قدرة الخالق جل وعلا سلطانه وبمخلوق لا يري بالعين المجردة.. العالم حاليًا مشغول بمتحور جديد ويقف عاجزًا أمام المجهول ويهدد اقتصاده مرة أخرى، ومع الاعلام وتفانيه في تضخيم الأمور تبدأ الأمور في الهدوء تدريجيًا.. فالعالم يحاول حجره وحصره ولكن المتسلل هذا يتفنن في التحور وفي الانتشار.. حيث لا نعرف متى سيبدأ وكيف سيبدأ ومن أي مكان سيبدأ.. وليس أمام الإنسان سوى محاولة وقف الانتشار وضرب اقتصاده بيده.. وحتى الرافضون للتطعيم حسب نظرية المؤامرة أصبح وضعهم ضعيفًا، حيث كلما بدأنا في تنفس الصعداء نفاجأ بضيف ثقيل جديد لابد من التعامل معه.
ومع الأطباء ومنظمة الصحة العالمية والإعلام تكون الأمور متشائمة بشكل كبير ومخيف.. ربما نجد لهم العذر لأنهم يتعاملوا مع مجهول ومعها يتفاعل الاقتصاد سلبًا خوفًا من تجربة الإغلاق مرة أخرى.. ويبدوا أن قرار الإغلاق أصبح هو الحل الناجع للتعامل مع الأمراض غير المعروفة والتي نخشي انتشارها.. ويشير البعض إلى أن عدم العدالة وسعر التطعيم ساهمت بغير قصد في نشر الفيروس الجديد، حيث ولأول مرة يخرج من القارة الأفريقية إلى باقي دول العالم.. وما يميزها هو تدني الدخل وانخفاض نسبة المطعمين فيها ويتجه طبعًا إلى العالم الغني أوروبا والولايات المتحدة ومنها لباقي العالم.. سمعنا عن المتحور دلتا وأُرهبنا به وتخوفنا منه وفي النهاية لم يكن على نفس قوة الفيروس الأساس وهدأت فورته فهل ستنتهي فورة المتحور الجديد؟ لعل خاصية الانتشار هي البعد الذي يتخوف فيه العالم من المتحور الجديد وقدرته على تفادي المناعة التي تكونت بفعل التطعيم.
الإغلاق دومًا هو الحل لمواجهة الفيروس المستجد وذلك لمنع الانتشار والعدوى.. مما يجعل كافة الأنشطة التي يهتم بها الإنسان ويتطلع لها غير ممكنة فهل سينتهي موسم أعياد الميلاد لقربها الزمني من الإغلاق الذي ربما يلجأ له العالم للحد من الفيروس.. لاشك أن الفترة الحالية والفيروس أدخلونا في أسلوب حياة لم نعتاد عليه بل وأجبرنا على التصرف بعكس رغباتنا وأدخلنا في منحنى اقتصادي لا نرغب فيه.. والآن مع الأوضاع الجديدة يصبح الاقتصاد العالمي في مهب الريح في ظل الارتفاع الفلكي في تكلفة النقل والعبء الناجم من الإغلاق.