* الأحد الماضي 5 ديسمبر كان حاضناً لاحتفالاتنا مع العالم بـ(يوم التَّطوع)، وفيه ومن خلال مواقع التواصل الحديثة تسابقت الكثير من المؤسسات، لاسيما (الخيرية) على إبراز اهتمامها بهذا الملف، عارضة لعناوين من برامجها في الإطار، ومُثمنة إسهامات التّطوع في تعزيز وتنفيذ مشروعاتها ومبادراتها.
* طبعاً تلك الأطروحات والشهادات ليس بمستغربة، فما هي إلا تأكيد على إيمان المجتمع السعودي بالعمل التطوعي بشتى صوره ومجالاته؛ وحرصه بكافة أطيافه على المشاركة الفاعلة فيه، يقوده إلى تلك الممارسات الرائعة طيبته ونبل أخلاقياته، وسعيه الدائم لتقديم الخير للغير، وقبل ذلك البحث عن الأجر والمثوبة من الله عز وجل.
* وهنا طبعاً من يتطوع لا يبحث عن الماديات؛ ولكنه يتفانى ويبذل من جهده ووقته إيماناً بمسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه؛ ولكن من خلال التجربة والمشاهدة لاحظت أن هناك استغلالاً لـ(المتطوعين) من بعض الجهات؛ يظهر ذلك من خلال استثمار عطاءاتهم المجانية في فعاليات ذات مردود ومكاسب ربحيَّة للمنظمين!!
* أيضاً هناك الضغط عليهم بساعات عمل طويلة وفي ظروف غير صحية؛ بل هناك من يحرمهم حتى من أبسط حقوقهم الطعام والمواصلات؛ وهناك العديد من التحقيقات الصحفية التي رصـدت جوانب من معاناتهم، في ظل عدم وجود آليات واضحة أو مفعلة تحميهم وتحفظ حقوقهم!!
* ولذا وبما أن (رؤية 2030م) قد أعلنت وبشّرت بالوصول لـ(المليون متطوع) هذا نداء بصناعة بيئة عادلة وجاذبة للمتطوعين وبرامج لتدريبهم، وتقديم حوافز تشجعهم «معنوية وملموسة» كأن يكون هناك ميزات لمن يقوم بساعات تطوع معينة، تمنحهم نقاطاً تجعل لهم أولوية القبول في الجامعات وفي التوظيف، وكذا في إسقاط المخالفات المرورية ورسوم الخدمات عنهم، وإعطائهم خصومات في وسائل النقل العام والمتاجر، إلى غير ذلك من وجوه الدّعم والتسهيل؛ فالتطوع الذكي والناجح رافد مهم في تنمية الوطن؛ وفي خدمة المجتمع، وقبل ذلك في استثمار طاقات وأوقات أبنائه.