يُعرِّف البعض العمل التطوعي بأنه العمل أو الجهد الذي يُقدَّم من قِبَل الفرد دون مقابل أو عِوض مادي وبدافع ذاتي لتقديم خدمة إنسانية للمجتمع، فمَن يبادر بالعمل التطوعي يحرص على تسخير نفسه طواعيةً ودون إكراه لتقديم الدعم والمساعدة للآخرين في إطار عملٍ جماعيٍ منظَّمٍ ومعتمدٍ من قبل الجهات الرسمية.
وقد احتفل العالم في الأسبوع الماضي باليوم العالمي للتطوع، والذي يُوافق 5 من ديسمبر، وتتنوَّع الأعمال التطوعية سواء كانت فردية أو على مستوى المشاركة مع المؤسسات الرسمية، والتي يتطوع فيها الأفراد من أجل خدمة المجتمع، أو من خلال التطوع في خدمة الأماكن العامة، أو في أوقات الطواريء والأزمات، أو المواسم أو التطوع في مجال البيئة.
في السنوات الأخيرة ارتفع الوعي بمفهوم العمل التطوعي، وأدرك الكثير فوائده وآثاره سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع، كما أكدت رؤية المملكة 2030 على أهمية العمل التطوعي في سبيل الوصول إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي، وزيادة مساهمة ذلك القطاع في إجمالي الناتج المحلي إلى 5%.
البعض يتحمَّس في البداية للعمل التطوعي، ويُبادر بالمشاركة فيه، ولكن بعد فترة من الانخراط في ذلك العمل، يبدأ في المطالبة بمقابل مادي على ما قام به من أعمال، وما بذله من جهد، أو أنه سيترك ذلك العمل، وفي المقابل فإن بعض الجهات تبادر بالدعوة للعمل التطوعي، غير أن طبيعة ذلك العمل يتم إدارته من قِبَل جهات ربحية تسعى إلى توفير الأموال من خلال بوابة العمل التطوعي، ولا تعطي لمن يعمل تطوعاً في هذا العمل أبسط حقوقه.
الإقبال الذي نشهده اليوم على العمل التطوعي يحتاج إلى تعزيز مفهوم معنى ذلك العمل، والذي يقوم على الرغبة والمبادرة وحفظ حقوق كل طرف، على أن يكون الهدف الرئيس للعمل هو خدمة المجتمع، بعيداً كل البعد عن أي أهداف مادية.