تجدد الحديث عن احتمالات فشل مفاوضات فيينا حول نووي إيران وسط التصريحات والمواقف الإيرانية العلنية المتشددة يقابلها تصريحات أمريكية مهددة.. إلا أن المرجح أن مفاوضات نووي إيران ستواصل مسيرتها بشكل أو بآخر للوصول إلى تفاهم أمريكي - إيراني مقبول من الطرفين.. فطهران مهتمة وراغبة الاتفاق مع أمريكا (وفدها إلى فيينا مكون بما يزيد عن 40 عضواً) ولكنها تخشى أمرين رئيسين إذا ما توصلت إلى اتفاق مع أمريكا أولهما أن يؤدي اتفاقها إلى تسلل النظريات الليبرالية إلى البلاد ويعجل بإنهاء حكم رجال الدين فيها وتبحث عن ضمانات لذلك من أصدقائها في واشنطن، والأمر الآخر هو أن يقيد اتفاق نووي جديد من حريتها في إنتاج قنبلة نووية متى رغبت في ذلك.. وهي وصلت فعلاً إلى تخصيب بنسبة 60 بالمئة، وتقول تقارير إسرائيلية إن إيران تخصب بنسبة 90 بالمئة.. (اتفاق 2015 سمح لطهران بالتخصيب نسبة 3.76 بالمئة)، وهناك بالطبع مخاوف ايرانية أخرى.
وأمام رغبة إدارة بايدن المعلنة والضغوط التي تمارسها جماعات يسارية متطرفة متعددة وأصحاب مصالح أخرى في واشنطن داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي وخارجه تقوم أطراف رسمية وغير رسمية بالتفاوض مع عناصر تمثل النظام الحاكم بطهران وذلك بشكل سري للوصول إلى تفاهمات وحلول يمكن للإدارة الأمريكية أن تجعلها جزءاً من التفاهم على العودة إلى نفس الاتفاق النووي السابق أو معدل بشكل بسيط.. ومن الصعب رؤية واشنطن تسعى إلى اتفاق جديد بالكامل، حيث حاول دونالد ترمب عندما كان رئيساً تعديل العيوب التي رآها في اتفاق أوباما مع إيران (اتفاق 2015) ومنح الأطراف الأوروبية الموقعة عليه (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) مهلة سنة لإقناع طهران بالموافقة على التفاوض لتعديله خاصة البنود المتعلقة بمهلة سريانه والبرنامج الصاروخي وسياسات تصدير الثورة والإرهاب في الإقليم وخارجه وفشل الأوروبيون جعل طهران توافق على إعادة التفاوض واتهمت إدارة ترمب في حينها شخصيات من الحزب الديمقراطي بتشجيع إيران على عدم فتح الباب أمام مفاوضات جديدة.
من الصعب التكهن بشكل الاتفاق النهائي الذي سيتمكن الإيرانيون والأمريكيون التوصل إليه.. وكتب مارتن إنديك سياسي وأكاديمي تولى منصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، وكان مساعداً لوزير الخارجية في إدارة الرئيس بيل كلينتون ثم مبعوثاً للرئيس باراك أوباما للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، كتب مقالاً في العدد الأخير من مجلة (فورين أفيرز) بعنوان «النظام قبل السلام» تحدث فيه عن تجربة هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الشهير، في إدارة المفاوضات، مشيراً إلى أن القول بالابتعاد عن الشرق الأوسط من السهل قوله ولكن من الصعب فعله وأن اقتراب كيسنجر من الشرق الأوسط مقارب لما يحدث الآن إذ إن «أمريكا تبتعد عن المنطقة الآن بشكل مشابه لإنسحاب أمريكا من جنوب شرق آسيا أيام كيسنجر»، وعليها استهداف الاستقرار على حساب اتفاقيات إنهاء الصراع كما كان كيسنجر يفعل.. ويعتبر هذا المقال جزءًا من الدعاية لكتاب جديد كتبه مارتن أنديك بعنوان «سيد اللعبة - هنري كيسنجر وفن دبلوماسية الشرق الأوسط».. وأشار في مقاله إلى أن «أمريكا بحاجة إلى وضع إستراتيجية لما بعد أفغانستان تسعى لتحقيق الاستقرار مع اهتمامها بمناطق أخرى».
وأمام رغبة إدارة بايدن المعلنة والضغوط التي تمارسها جماعات يسارية متطرفة متعددة وأصحاب مصالح أخرى في واشنطن داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي وخارجه تقوم أطراف رسمية وغير رسمية بالتفاوض مع عناصر تمثل النظام الحاكم بطهران وذلك بشكل سري للوصول إلى تفاهمات وحلول يمكن للإدارة الأمريكية أن تجعلها جزءاً من التفاهم على العودة إلى نفس الاتفاق النووي السابق أو معدل بشكل بسيط.. ومن الصعب رؤية واشنطن تسعى إلى اتفاق جديد بالكامل، حيث حاول دونالد ترمب عندما كان رئيساً تعديل العيوب التي رآها في اتفاق أوباما مع إيران (اتفاق 2015) ومنح الأطراف الأوروبية الموقعة عليه (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) مهلة سنة لإقناع طهران بالموافقة على التفاوض لتعديله خاصة البنود المتعلقة بمهلة سريانه والبرنامج الصاروخي وسياسات تصدير الثورة والإرهاب في الإقليم وخارجه وفشل الأوروبيون جعل طهران توافق على إعادة التفاوض واتهمت إدارة ترمب في حينها شخصيات من الحزب الديمقراطي بتشجيع إيران على عدم فتح الباب أمام مفاوضات جديدة.
من الصعب التكهن بشكل الاتفاق النهائي الذي سيتمكن الإيرانيون والأمريكيون التوصل إليه.. وكتب مارتن إنديك سياسي وأكاديمي تولى منصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، وكان مساعداً لوزير الخارجية في إدارة الرئيس بيل كلينتون ثم مبعوثاً للرئيس باراك أوباما للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، كتب مقالاً في العدد الأخير من مجلة (فورين أفيرز) بعنوان «النظام قبل السلام» تحدث فيه عن تجربة هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الشهير، في إدارة المفاوضات، مشيراً إلى أن القول بالابتعاد عن الشرق الأوسط من السهل قوله ولكن من الصعب فعله وأن اقتراب كيسنجر من الشرق الأوسط مقارب لما يحدث الآن إذ إن «أمريكا تبتعد عن المنطقة الآن بشكل مشابه لإنسحاب أمريكا من جنوب شرق آسيا أيام كيسنجر»، وعليها استهداف الاستقرار على حساب اتفاقيات إنهاء الصراع كما كان كيسنجر يفعل.. ويعتبر هذا المقال جزءًا من الدعاية لكتاب جديد كتبه مارتن أنديك بعنوان «سيد اللعبة - هنري كيسنجر وفن دبلوماسية الشرق الأوسط».. وأشار في مقاله إلى أن «أمريكا بحاجة إلى وضع إستراتيجية لما بعد أفغانستان تسعى لتحقيق الاستقرار مع اهتمامها بمناطق أخرى».